أوقاف حلب نبض من الماضي للحاضر ... انفاق مئات الملايين على المشاريع الاستثمارية والترميم الأثري والاعانات للمدارس الشرعية والمبرة الاسلامية... تنفيذ 5 آلاف قبر جديد مع شوارع وساحات وجامع حلب التي تميزت منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد
حلب التي تميزت منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد ومازالت حتى الآن تنفرد بأصالتها وتراثها ومعالمها المعمارية التي تشهد على عراقة هذه المدينة ببنائها القديم الذي قاوم عاديات الزمن إضافة إلى تلاؤمها المناخي مع المحيط وتجاوبها مع القيم الاجتماعية والدينية السائدة والتي جاءت نتيجة انصهار مدارس فنية عريقة في بوتقة المدينة العظيمة وترك فنانوها بصمات لاتمحى من خلال أعمالهم المنفردة
بحس مرهف للنسب والأبعاد مما اكسبها جمالاً خاصاً ونخص الأوابد الاسلامية التي تجعل هذه المدينة في مصاف أعظم المدن الاسلامية من حيث العمران والزخرفة وقد جعلها المؤرخون والرحالة منذ مئات السنين على قدم المساواة مع اسطنبول والقاهرة فأوابدها العربية الاسلامية أكثر من ان تحصى عبر الحقب التاريخية ومنذ الفتح في العهود الأموية والعباسية والسلجوقية والأيوبية والمملوكية وأخيراً العثمانية وان المدينة بسكانها وموقعها اكتسبت أهمية تجارية واستراتيجية .
بهذه المقدمة المتميزة بعباراتها بدأ الدكتور أحمد محمد قدور مدير أوقاف حلب حديثه خلال حوارنا معه حول أهمية مدينة حلب التاريخية والأثرية ودور مديرية الأوقاف في الحفاظ على هذه المدينة واستمر ار نبضها إلى حاضرنا هذا فقد استعرض الدكتور قدور الفترات الزمنية التي مرت بها مدينة حلب عبر العهود المتعددة وخاصة في القرن السادس عشر ومابعده بلغت حلب أقصى ازدهارها وتوسعها وكانت مركزاً للتوزيع التجاري في الشرق وعقدة اتصال بالغرب ومركزاً صناعياً ومن أكثر المدن سكاناً في سورية جذباً للتجار والشركات الاوروبية .
وقد لعبت الأوقاف دوراً كبيراً في الفترات التاريخية المتعاقبة في تطوير مدينة حلب وتوسعها وازدهارها فأوقافها متنوعة تشمل المساجد والجوامع والمدارس الدينية وخاناتها وأبوابها واسوارها وأبراجها وغيرها من الأسواق المتنوعة والبيمارستانات ومازالت هذه الأبنية الوقفية قائمة إلى الآن وخاصة في المدينة القديمة كشاهدة على مديرية الأوقاف ودورها وتأثيرها في الحياة العامة .
وذكر الدكتور قدور ان حوالي 36% من محاضر أسواق المدينة اليوم البالغة أكثر من 4 آلاف محل هي أبنية وقفية حتى دعيت حلب بحلب الوقف بأنواعه الأربعة الخيرية والذرية والمشتركة والمستثناة وهذه الأبنية وغيرها تحتاج لاهتمام متواصل من أعمال الترميم والصيانة ولايتقصر عمل مديرية الأوقاف على الاعانات والترميم فقط وإنما لها دور في المشاريع الاستثمارية وذكر السيد المدير أن أوقاف حلب قد انفقت بين عامي 2008-2009 حوالي 350 مليوناً منها حوالي 80 مليون ليرة سورية على المشاريع الاستثمارية في انشاء أبنية سكنية وتجارية و70 مليون ليرة سورية لترميم المكتبة الوقفية.
إضافة لشراء التجهيزات من حواسب وأدوات وكتب بحوالي 12 مليون ليرة سورية كما انفقت مبلغ 67 مليون ليرة سورية على ترميم مدرسة الأحمدية والحلوية والشرفية والعمل جار فيها وبمشاركة من المحافظة ومجلس المدينة وبرنامج التعاون الإقليمي السوري – التركي إضافة لترميم 109 مساجد قديمة بكلفة بلغت حوالي 50 مليون ليرة سورية وتقديم اعانة للجامع الأموي الكبير لعقود النظافة والصيانة بكلفة سنوية مليون ونصف المليون ليرة سورية , أما اعانات المدارس الشرعية سنوياً فتصل إلى أكثر من 46 مليون ليرة سورية وانفاق 13 مليوناً ونصف المليون على المبرة الاسلامية إضافة لتنفيذ مشاريع 5 آلاف قبر جديد مع شوارع وساحات وجامع بقيمة 46 مليون ليرة سورية بالتعاون مع مجلس المدينة .
مع العلم ان مجموع الواردات المحصلة منذ بداية عام 2009 حتى تاريخه حوالي 99 مليون ليرة سورية بزيادة 20% عن العام الماضي.
إلى جانب ذلك فإن مديرية الأوقاف تقوم بمهام منها : اقامة الشعائر الدينية والانفاق على المساجد ودفع رواتب للموظفين والتعليم الشرعي والمبرة وترميم وصيانة العقارات والأبنية .
الجماهير – عمر مهملات