البيان الختامي للمؤتمر الدولي :
"رسالة السلام في الإسلام"
دمشق 8-9/جمادى الثاني/1430هـ الموافق لـ 1-2/6/2009م.
انطلاقاً من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}(البقرة/208).
وقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل/90).
وانطلاقاً من قول السيد الرئيس بشار الأسد: (( إنّ الإرهاب ليس حالة أمنية, بل هو حالة فكرية, لها مظاهرها السياسية والأمنية, وحتى الثقافية, وهي لا تكافح من خلال مكافحة المظاهر, بل المضمون والأسباب. والنجاح في مكافحتها غير ممكن في مطاردة أو اصطياد شخصي إرهابي, بُدلاؤُهُ هم العشرات من الإرهابين في مكان آخر, وإنما يكمن في تصفية الفكر الذي يقوده إلى ذلك, فالأمن ليس في حقيقة الأمر سوى أمن العقل والفكر من الإصابة بالخلل أو الانحراف, هو أمن ثقافي يتحقق بتكريس العقيدة الصحيحة والأخلاق القويمة, وبتعميم ثقافة الانفتاح, هو أمن سياسي نصل إليه عندما نحل القضايا السياسية العالقة التي تؤدي للإحباط ومن ثم التطرف الذي يقود إلى الإرهاب)).
عقد المؤتمر الدولي ( رسالة السلام في الإسلام) في دمشق مهد الرسالات السماوية, وعاصمة الحضارة الإنسانية تحت رعاية وزارة الأوقاف وبالتعاون مع السفارة البريطانية بدمشق في الثامن والتاسع من شهر جمادى الثاني عام 1430هـ الموافق لـ الأول والثاني من شهر حزيران عام 2009م , وبمشاركة نخبة من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي والباحثين والمتخصصين من سوريا وبريطانيا, وبعض الدول العربية والإسلامية.
وقد عقد المؤتمر أربع جلسات حوارية ضمن المحاور التالية:
1- خطر التطرف على الإسلام والعالم.
2- دور المناهج التعليمية في تعزيز السلام.
3- رسالة الإسلام في الحد من الفقر والبطالة.
4- حقوق الإنسان في الإسلام.
وخرج المؤتمر بالبيان التالي:
1- إنّ علاج التطرف موجود في التعاليم الإسلامية، ولذا ينبغي على الجاليات الإسلامية والحكومات ومجموعات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن تستفيد من هذه التعاليم لمكافحة التطرف, ومن التجربة السورية في نشر الفكر الوسطي والمعتدل ومكافحة التطرف وقبول الآخر, وأن يعطى أهل الفكر الصحيح مجالاً لتوعية الناس وتعليمهم.
2- إنّ الإسلام دين سلامٍ وعدلٍ وإنصاف, وأنَّ التزامَ الإسلام هو طريق السلام والأمن قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}(الأنعام/82).
3- إن تحقيق السلام في العالم لا يتحقق إلا بعودة الحقوق لأصحابها.
4- تؤكد وزارة الأوقاف على أن حق الدفاع عن النفس والأرض وعن حرمة الأماكن المقدسة واجب شرعي وإنساني ودولي.
5- رفض كافة أشكال الظلم والتعذيب والاضطهاد لكون ذلك سبباً في زيادة التطرف.
6- التأكيد على أهمية التربية الصحيحة بداية ً من التنشئة الأسرية, وكذا جميع المؤسسات التربوية في المجتمع.
7- التأكيد على أن تكون الدعوة الإسلامية باللطف بدل العنف كما أمر الله سبحانه وتعالى بقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(النحل/125).
8- إنّ الحديث عن حقوق الإنسان ظاهرةٌ صحية تدل على وعي المجتمعات وتماسكها، وبشكل عادل ومتوازن.
9- التأكيد على أنّ الشريعة الإسلامية عدل كلها مصلحة كلها رحمة كلها , وكل أمر خرج من العدل إلى الجور, ومن المصلحة إلى المفسدة, من الرحمة إلى العنف , فليس من الشريعة وإن أدخل إليها بسوء التأويل.
10- ضرورة مكافحة الفقر والبطالة لكونها يهيئان بيئةً خصبة لقبول الأفكار الشاذة والمنحرفة.
11- ضرورة قيام جميع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية بالعمل على تحقيق التضامن الاجتماعي, وذلك بالقضاء على أسباب الفقر, وتأمين فرص عمل يعود نفعها على المجتمع كله.
12- إن هذا المؤتمر هو نقطة انطلاق لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات واستمرار الحوار البناء بين وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية والحكومة البريطانية, إقامةً لجسور التواصل والتعاون, وتمتيناً للعلاقات الإنسانية والقيم الأخلاقية, وتحقيقاً للسلام ورفع الظلم.
دمشق 9/جمادى الثاني/1430هـ الموافق لـ 2/6/2009م.
