SELECT * from advers where side='1' order by arrange ascSELECT * from advers where side='2' order by arrange asc2
     
الصفحة رئيسية
معلومات عن الوزارة
نشاطات وفعاليات
مجلة نهج الإسلام
السياحة الدينية
ركن الفتاوى
من وحي المنبر
معاهد الأسد لتحفيظ القرآن
مديرية التوجيه والإرشاد
مديرية الحج والعمرة
مديرية التعليم الشرعي
مديرية التخطيط والإحصاء
المعهد الدولي للعلوم الشرعية
مؤتمر السلام في الإسلام
دروس الجامع الأموي بدمشق
دليل المساجد الأثرية
نشرات دورية
اعلانات
كلمات السيد الوزير >  كلمة السيد الوزير في الاحتفال بالذكرى 1600 عام لوفاة مار مارون بحلب    
 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدي رسول الله محمد الصادق الوعد الأمين وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله تعالى رحمة وهداية للإنسانية لتلتمس طريق الهدى وتنعم بالتقوى والخير والصلاح. 

الحمد لله القائل في كتابه الكريم: )شَرَعَ لَكُم منَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ( [الشورى: 13] .

وفي الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأجملها إلا موضع لبنة، فكان الناس إذا مروا بتلك الدار يقولون ما أحسن هذه الدار لولا موضع هذه اللبنة، فكنت أنا تلك اللبنة، وأنا خاتم النبيين).أخرجه مسلم في صحيحه

حضرات الإخوة الأكارم .. أصحاب الفضيلة والغبطة والسيادة، أيها الأفاضل الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنه ليوم أغر في تاريخ سوريا أن نحتفل في هذه الرقعة من بلاد الشام  في محافظة حلب بذكرى انقضاء 1600 عام على وفاة القديس مار مارون في قرية براد التاريخية الأثرية التي تضم ضريحه.

قد عاش القديس مار مارون الناسك الأب الروحي للطائفة المارونية، شفيع الموارنة السوري السرياني الأصل حياة نسك مليئة بالفضائل ومبشرا بالمحبة والحكمة، ولم يتدخل بأي صراع لاهوتي أو سياسي، كانت تتقاطر الناس إليه لشفاء نفوسهم وأجسادهم، وتأتي تلامذته إليه لتتبع طريقته النسكية وسماع تعاليمه وإرشاداته.

وإنه لمن دواعي اعتزازنا وفخرنا أن تحتضن بلاد الشام مثوى هذا الناسك المبجل الذي ولد وعاش فيها، وشهدت مسيرة حياته الزاخرة بالعلم والمعرفة ونشر الحكمة والمحبة والسلام، هذه الأرض يسميها أبناء العالم المسيحي سوريا المقدسة، فيما يسميها أبناء العالم الإسلامي في كل مكان بأنها أرض الشام الشريف الاسم المحبب الذي تختاره الشعوب الإسلامية في العالم كله للإشارة إلى سوريا. فسوريا في التاريخ منطلق الرسالات السماوية المنبثقة من جذور دين واحد، وفيها عاشت الديانات بطوائفها حياة الأمة الواحدة، وفيها عاش علماء الدين والقديسون والأدباء والفاتحون، فهي مهوى أفئدة المؤمنين من كافة الرسالات السماوية،  وليس غريبا أن اختار القديس الناسك مار مارون هذه البلاد المقدسة لنشر تعاليمه الروحية، فمن هذه الأرض الطاهرة أشرقت أنوار السيد المسيح عليه السلام، وهي التي استقبلت أوائل الحواريين ليحملوا رسالة المحبة إلى العالم أجمع، وإليها امتدت أنوار الإسلام لتنتشر في المعالم والأمصار.  إنها أرض مباركة، قد دعا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الله بقوله: ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا).  وتوالت إشارات النبي الكريم الواضحة في الدور المركزي للشام في رعاية الروح في الأرض في قوله عليه الصلاة والسلام: (طوبى للشام، قيل ولمَ يا رسول الله؟ فيجيب عليه الصلاة والسلام: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها). والمسيحيون في الأرض ينظرون إلى الشام على أنها أرض سوريا المقدسة، وفيها طريق السيد المسيح وآلامه،ومشرق النور في قلب القديس بولس.

إن الإنسانية المؤمنة تنظر إلى سوريا على أنها الأرض المقدسة مهد المسيحية وأرض الأنبياء والمعجزات ومغارة الميلاد، لقد تحدث عنها البابا البــولوني يوحنــا بولس الثاني حين زار سوريا، عندما وقف أمام الباب الشرقي في دمشق متأملاً وكان يوزع نظراته بين الأرض والسماء، ثم قال: والله لا أدري أيها أشد قدسية وأكثر إشراقاً، أرضكم أم سماؤكم يا أهل سوريا. أما المفكر الفنلندي آرنة تويفانن فقد قال: لكل إنسان في العالم وطنان وطنه وسوريا.

أيها السادة الأفاضل

 إن الرسالات السماوية في صفائها ونقائها وجوهرها واحدة من جهة ينابيعها وأصولها وأهدافها والتي ما هي إلا سعادة للإنسان ورشاده وحريته وكرامته فالإسلام والمسيحية خرجتا من مشكاة واحدة، ومن هذه المنطلقات يدعونا القرآن الكريم إلى صفاء العلاقة وصدق المودة والتعاون الإنساني ممثلا في قوله الله عز وجل: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8. وبنصوص القرآن الكريم وتعاليم سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام تحول المسيح في عقيدة المسلمين جميعاً إلى صوت للحق ونداء للسلام ونشيد للرحمة، وشفاء للمريض وأمل لليائس، وملاذ للبائس بفضل تعاليمه المبنية على أساس متين من الطهارة والمحبة والتضحية والتسامح ونكران الذات.

 

أيها السادة الأفاضل

لقد تفاعل المسيحيون العرب مع إخوانهم المسلمين في مجتمعاتهم وأوطانهم وكانوا في خندق واحد  في مواجهة الاستعمار والمؤامرات والتحديات والأحداث التي واجهت الأمة العربية، ويذكر التاريخ وقوف المسيحيين والمسلمين جنبا إلى  جنب منذ فجر الإسلام في الجزيرة العربية في أواخر القرن السادس وأوائل السابع الميلادي أمثـال  قس بن ساعده الأيادي أســقف نــجران الذي دعــي حكيــم العــرب وخطيبها وشاعرها، وورقة بن نوفل بن أسد أسقف مكة وهو عم السيدة خديجة زوج الرسول العربي الكريم عليه الصلاة والسلام، وكلنا يذكر موقف المسيحيون من الحملات الصليبية وتمسكهم بعروبتهم ووقوفهم إلى جانب المسلمين في الدفاع عن القدس والأراضي العربية، إنه تكامل تاريخي بين الإسلام والمسيحية شهدته أمتنا تحت لواء الراية العربية.

 ولا غرابة أن نقول أن مجتمعنا السوري حافظ على صيرورة الإخاء الديني دعامة للوحدة الوطنية التي تعيشها سوريا منذ التاريخ القديم والتي أرسى قواعدها الرئيس حافظ الأسد طيب الله ثراه عندما قال: ( الإسلام إصلاح، محبة، إخاء، والمسلم الحقيقي من أحب المسيحي الحقيقي، المسيحية خير ومحبة وإخاء،

المسيحية والإسلام من أرضنا انبثقت وهذا فخر لنا واعتزاز لكل جماهير بلدنا ونحن نتحمس للمسيحية كما نتحمس للإسلام ). ولو نظرنا إلى المجتمع السوري لوجدنا الإخاء والاندماج، لأننا نرفض أن نقول تعايش لأن التعايش كما قال السيد الرئيس بشار الأسد هو بين شيئين منفصلين، بينما نحن أسرة واحدة مسلمين ومسيحيين وفي كل المواقف، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد أيضاً: (المسيحيون والمسلمون مع بعضهم بعضا في كل المواقف دون استثناء كجسد واحد). وهذا الانتماء وهذه المواطنة في سوريا هي التي تجسد قوة الأوطان، ونحن نتطلع دائما لأن تكون رسالة سوريا هي رسالة للمنطقة العربية كلها وأن تأخذ دروسها في التسامح والتآخي من المجتمع السوري ومن طريقة تعامل الناس وفق المواطنة في سوريا. وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد: (في سوريا نعيش في إخاء وتسامح وتعايش لأن سوريا تجاوزت المصطلحات منذ زمن طويل بل إن عيشنا هو جزء من نسيج المجتمع السوري وحضارتنا وتاريخنا ويجب علينا كسوريين أن ننقل ما لدينا للعالم أجمع). وجوهر القول في ألق الرسالات الســماوية ما عبر عنه السيد الرئيس بشار الأسد بالقول: ( المسيحية والإسلام لخير الإنسان ففي محطة الإنسان التقت المسيحية والإسلام).  

واليوم إذ نحتفل بذكرى مؤسس الطائفة المارونية في بلاد الشام لا يسعنا إلا أن نبارك الإخاء الديني الذي يجمعنا في أسرة واحدة تحت مظلة العروبة في سوريا ولبنان الجاران الشقيقان اللذان يتقاسمان الطموحات والآمال، كما يتقاسمان المواقف المشتركة في الدفاع عن حياض الوطن، ودعم المقاومة المشروعة حتى يتحرر كل جزء من الأراضي العربية المحتلة، ويتحرر المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من براثن الاحتلال الصهيوني.    

وسوريا اليوم تعمل ما في وسعها  لتوثيق عرى الإخاء الديني في  ظل الوحدة الوطنية التي حرص الرئيس بشار الأسد على تعزيزها وتمتينها مؤكدا ذلك في قوله:( نحن في سوريا وجدنا موحدين ونحن النموذج الطبيعي للمجتمع والإنسانية وللعلاقة بين الأديان وعلينا أن نعطي نموذجا ليس فقط في العلاقة بين الأديان وليس في الوطنية وإنما بشيء أرقى وأشمل هو الإنسانية).

وأختم بالقول: إن تاريخنا مجيد وتراثنا ثري، وإن تعاليم رسالتنا السماوية قد وضحت لنا صورة التعاون مع كل من يعيش في الأرض المعمورة، ومنا السلام على روح الناسك المتعبد القديس مار مارون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

والمجد لله في السماء وعلى الناس المسرة وفي الأرض السلام..

   8 /2/ 2010م

                                                     وزير الأوقاف

                                           الدكتور محمد عبد الستار السيد

 
 
 
مجلة نهج الإسلام
 
 
 
البحث
 
 
 
مواقيت الصلاة لمدينة دمشق
 
مواقع للزيارة | اتصل بنا
 
Powered By Alresalah