مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي
دمشق في 15/12/2010م
بعنوان الإخاء الإسلامي المسيحي.. أبعاد مقررات السينودس لأجل الشرق والبلاد العربية. وتحت شعار من أقوال السيد الرئيس بشار الأسد ( نحن في سورية وجدنا موحدين ونحن النموذج الطبيعي للمجتمع والإنسانية، وللعلاقة بين الأديان، وليس فقط في الوطنية، وإنما بشيء أرقى وأشمل وهو الإنسانية). عقدت وزارة الأوقاف بالتعاون مع الطوائف المسيحية في سورية يوم الأربعاء 15/12/2010م مؤتمراُ دولياُ في قصر المؤتمرات بدمشق بمشاركة وفود من أكثر من ثلاثين دولة.
فعاليات الجلسة الافتتاحية...
أكد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف إن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب وخلال ما واجهته سورية من تحديات والشواهد الحية على ذلك كثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والوئام وإلى العمل معا لخير الإنسانية وسعادتها.
ولفت إلى أن الرسالتين السماويتين الإسلام والمسيحية تلتقيان على أسس ثلاثة هي وضع الأسس الصحيحة لعلاقة الإنسان بالله تعالي ولعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان ولعلاقة الإنسان مع الموجودات من حيوان ونبات وجماد ومن هنا كان التشابه العظيم بين الرسالتين في الهدف والمرجعية مبينا أن الهدف هو خير الإنسان والمرجعية إلى الله تعالى وأنه من هذا المنطلق وهذا المفهوم السليم لحقيقة الأديان السماوية ضربت سورية المثل الأعلى في الأخوة الدينية عبر تاريخيها وواقعها فقد عشنا ومازلنا نتساوى في الحقوق والواجبات وتعد سورية الدولة الرائدة في هذا المضمار في الشرق وهي تسير بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد لترسيخ وتعميق هذه الأخوة الدينية.
وأضاف وزير الأوقاف أن الرسالتين الإسلامية والمسيحية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرمتا الظلم بكل أنواعه وأشكاله وإن التعريف الذي تلتقي عليه المسيحية والإسلام للعدل والحق في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو أن يأخذ كل إنسان حقه على نحو ثابت ودائم مادام أهلا لهذا الحق وقد ربى الإسلام والمسيحية المؤمنين على هذه الأخلاقية الحضارية ويشهد التاريخ على دفاع أبناء الديانتين عن الحق والعدل عاملين على أن يعم العدل بين البشر جميعا وأن يكون هو المرجعية الوحيدة التي تؤطر علاقات البشر بين بعضهم بعضا.
وأشار الدكتور السيد إلى أن الحضارة العربية الإسلامية التي بناها المسلمون والمسيحيون تشكل تجربة حضارية رائدة في التسامح والتكامل الحضاري الإنساني وأن هذا ما يؤهلها لتلعب دورها الرائد الذي يعد نموذجا فريدا لحوار الحضارات ومثل هذا التسامح والتكامل في تاريخنا الإسلامي الحضاري لا يزال واقعا معاشا في كل بلاد العرب والمسلمين خاصة في سورية مشيرا إلى وجود قوى ظلم وظلام تريد دفع الأمور في العالم باتجاه شرير مدمر تحت عنوان تصادم الحضارات أو صراعها وأن هذا الواقع وتلك التفسيرات القاتلة تفرض على المسلمين والمسيحيين أن يقفوا معا وقفة رجل واحد في وجه نزعات الشر وكل أشكال الإرهاب العالمي بدءا من إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه الصهيونية العالمية ومرورا بأشكال الإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي وصول إلى إرهاب الأفراد المجرم وذلك كله وفق تعريف علمي موضوعي واضح لمعنى الإرهاب وأشكاله ومضامينه التي تروع الآمنين وتقتل الأبرياء وذلك تمييزا للإرهاب المدان عن المقاومة والنضال المشروع ضد قوى ظالمة تحتل أراض الآخرين وتصادر حرياتهم وتدنس مقدساتهم وتسلبهم مقدراتهم وخيراتهم لاسيما ما نراه اليوم في أرض فلسطين من فرض ليهودية الدولة وتهويد القدس الشرف وتغيير المعالم الحضارية والتاريخية لها وما نراه في العراق من قتل وتشريد وتدمير للمساجد والكنائس.
وأكد وزير الأوقاف أن إسرائيل تمثل أبرز قضايا عصرنا وأخطرها في مجال انتهاك حقوق الإنسان وخرق قيم العدالة وكرامة الإنسان وهي النموذج العالمي الصارخ في إيقاع الظلم وممارسة الإرهاب المنظم على الأرض التي شهدت ولادة السيد المسيح ففلسطين في الوجدان المسيحي هي كل القداسة كما أنها في وجدان المسلم لا تنفك عن العقيدة والإيمان والضحية إنما هي شعب فلسطين الأعزل المحاصر بمسلميه ومسيحييه داعيا إلى المزيد من التعاون الإسلامي المسيحي لأنه الكفيل لمنع الاحتلال الظالم وهو المنطلق الحتمي لمعالجة المظالم المروعة التي يحدثها الكيان الصهيوني من قتل وحصار وتدمير وتشريد وامتهان للإنسان وكرامته ومقدساته وهو التحدي الأعظم الذي يمثل أضخم المسؤوليات وأخطرها على المسيحية والإسلام.
وأوضح غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك أن عقد هذا المؤتمر الديني والكنسي بهذا الحجم الوطني والديني والاجتماعي والعربي والعالمي في سورية هو برهان على القيم الإيمانية فيها وعلى الاحترام الذي ينعم به المواطنون على اختلاف معتقداتهم الدينية لافتا إلى ضرورة تقديم نماذج حية في الإيمان والمحبة والاحترام المتبادل للأجيال الطالعة والقادمة.
وبين ضرورة تضافر الجهود وبناء ثقافة إنسانية حقيقية تقوم على المحبة والاحترام بين المسيحيين والمسلمين وقبول الآخر بحيث تلبي آمال وتطلعات الأجيال القادمة وتحمي عالمنا العربي.
وأكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن المؤتمر يهدف لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ومعانيه السامية من خلال التآخي الإسلامي المسيحي ويكتسب أهمية خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة حيث تصاغ باسم الديمقراطية حروب تدمر المنطقة وتحاول تقسيم بعض دولها مؤكدا رفض ما تقوم به إسرائيل من إجراءات لتهويد القدس ومن المحاولات الجارية لتقسيم العراق.
ودعا المفتي حسون علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي إلى توحيد الجهود لتوعية الجيل حيال ما يحاك للمنطقة من مؤامرات وإلى نشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح بدلا عن التطرف الديني الذي لا يحمله إلا الجهال مؤكدا أن من يحاول إلغاء الآخر إنما يحاول إلغاء إرادة الله.
ولفت إلى الجهود التي يبذلها السيد الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإعادة الازدهار إلى لبنان ولعودة الروح إلى العراق ولعودة الألفة بين أبناء الأمة لأن الدين هو المحبة والإخاء والأخوة والصداقة موضحا أن سورية هي احتضنت كل الرسالات السماوية ومنها انطلقت لتنشر نورها في أرجاء العالم ومنها فتح الأمويون الأندلس ومن قبله منحت بولس الرسول النور فحمل الإيمان إلى العالم وأن سورية كانت وما تزال رائدة وقائدة وأبناؤها وشعبها ينبتون للحضارة نورا وضياء.
ودعا مفتي الجمهورية إلى توليد ثقافة العلم والمحبة بين الأجيال والابتعاد عن التطرف الديني الذي ينطلق من مبدأ إلغاء الآخر مشيرا إلى أن مرتكبي مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد هم أنفسهم الذين ارتكبوا المذابح في الفلوجة.
وأشار البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن المؤتمر حدث مهم يجسد طريقة عيشنا في سورية عبر التاريخ وأنه لا يوجد في هذا البلد من لا يؤمن بالله مسلما كان أم مسيحيا داعيا إلى محبة الله وصنائعه ومخلوقاته والوطن وإلى التسامح والتآخي ونبذ العنف والإرهاب والتشبث بالأرض ورفض التدخلات الخارجية.
وأكد البطريرك هزيم أن هناك من يرتكب جرائم باسم الدين لكن الأديان بريئة منهم إذ أن كل الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والسلام واحترام إنسانية الإنسان.
بدوره أكد غبطة البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس رئيس الكنيسة السريانية في العالم هذا المؤتمر فرصة أخرى لنلتقي فيها ولنعزز وحدتنا الوطنية ولنعلن للعالم أجمع من هم أبناء سورية وكيف تكون المواطنة الحقيقية ولنضيف بلقائنا لبنة جديدة للسور المنيع الذي يحصن سورية ويحمي أبناءها جميعا بكل طوائفهم ومذاهبهم وحضاراتهم وثقافاتهم لافتا إلى أن لسورية قصب السبق في الدعوة إلى مؤتمر دولي كبير لبحث أبعاد مقررات السينودس الكاثوليكي لأجل الشرق الأوسط والبلاد العربية الأمر الذي غاب عن بال المسيحيين في أي بلد آخر وذلك تجسيدا من سورية لدعوة القرآن الكريم / قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم / ولدعوة الإنجيل المقدس /وكانت جماعة المؤمنين قلبا واحدة وروحا واحدة/ وترسيخا لنموذج الإخاء الفريد في سورية.
وأضاف أن السريان في جميع أنحاء العالم ارتبط اسمهم باسم سورية وتاريخهم بتاريخها مشيرا إلى أن السريان شريحة من هذا الوطن تعتز بانتمائها له
وقال البطريرك عيواص إن هناك مسؤولية عظيمة ملقاة على عاتق الجميع في هذا الشرق دون استثناء مسيحيين ومسلمين على حد سواء لافتا إلى أن ما يجري في فلسطين والعراق وغيرها من بلدان المنطقة هو خير دليل على محاولات أعداء الخير بتقسيم البيت الواحد على نفسه وعلى تحريض الأخ ضد أخيه بغية إحكام السيطرة عليه ونهب ثرواته ونهب خيراته بدعم وتشجيع من دول غريبة لا يطاولها الدمار والنار ولاتصل سحب الدخان السوداء إلى سمائها.
وأضاف ... وأما القدس فهناك خط أحمر، ما سمحنا يوما ولن نسمح لأحد أن يتجاوزه .. فالقدس مهبط الوحي والإله ومحط أنظار المسلمين والمسيحيين وآمالهم وتحاول إسرائيل اغتصابها من أهلها الشرعيين والاستيلاء على مقدساتها المسيحية والإسلامية وتسعى جاهدة بكل ثقلها لتهويد القدس مؤكدا أن الصهاينة يزورون التاريخ ويخضعون الحقائق لأطماع التوسع والتسلط ويجعلونها مطية لهم إلى أطماع سياسية واقتصادية لا يربطها بالدين رابط ولا بالأخلاق شاهد.
وأكد أن التعصب الصهيوني العنصري المعادي لجميع الأديان والشعوب لم ينتج الحروب والاضطرابات في الشرق الأوسط فحسب بل هو أيضا بتطلعاته وعدوانيته وأطماعه يمهد الأرض لصراعات عرقية ودينية وسياسية في المستقبل داعيا مسيحيي الشرق وخاصة في فلسطين والعراق إلى التشبث بتراب الوطن الميراث الشرعي من الأجداد والآباء وليس لغير أبنائه الحق فيه مؤكدا أن عمق جذور المسيحيين في هذه المنطقة ولا يمكن اقتلاعها.
وأشار إلى أن المسلمين والمسيحيين بحاجة إلى بث الوعي القومي والاقتداء بالآباء الذين سفكوا دمهم على أرض الوطن يوم حرروه من غاصبيه حيث كان المسلمون والمسيحيون في خندق واحد داعيا إلى توطيد الوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب والتطرف والإرهاب بكل أشكاله.
ولفت الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إلى أهمية التكاتف الوطني والعربي في مواجهة التحديات والمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة موضحا ضرورة الاستناد إلى القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والتي ترتكز على منطلقات وقيم دينية ومصالح وقضايا مشتركة.
وبين الشيخ قاسم أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الأمة المركزية مسلمين ومسيحيين واليهود ولكل حر شريف يؤمن بالمحافظة على هذا المكان المقدس وقال.. يجب على المسلمين والمسيحيين الوقوف صفا واحدا من اجل فلسطين ورفض تهويد القدس وإقامة المستوطنات لان الصهاينة يريدون العبور من خلال فلسطين إلى كل البلاد العربية.
وأضاف قاسم .. علينا المحافظة على استقلال بلداننا والمحافظة على خيارتنا الوطنية ورفض الهيمنة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة مؤكدا أن شعوب المنطقة قادرة على إدارة شؤونها بأيدي أبنائها وليست بحاجة للوصاية من أي طرف أجنبي كان.
ولفت الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إلى أهمية التكاتف الوطني والعربي في مواجهة التحديات والمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة موضحا ضرورة الاستناد إلى القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والتي ترتكز على منطلقات وقيم دينية ومصالح وقضايا مشتركة.
وبين الشيخ قاسم أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الأمة المركزية مسلمين ومسيحيين واليهود ولكل حر شريف يؤمن بالمحافظة على هذا المكان المقدس وقال.. يجب على المسلمين والمسيحيين الوقوف صفا واحدا من اجل فلسطين ورفض تهويد القدس وإقامة المستوطنات لان الصهاينة يريدون العبور من خلال فلسطين إلى كل البلاد العربية.
وأضاف قاسم .. علينا المحافظة على استقلال بلداننا والمحافظة على خيارتنا الوطنية ورفض الهيمنة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة مؤكدا أن شعوب المنطقة قادرة على إدارة شؤونها بأيدي أبنائها وليست بحاجة للوصاية من أي طرف أجنبي كان.
من جانبه قال السفير سالم العجيلي الهونى المفوض العام المشرف على إدارة شؤون الدعوة في منظمة المؤتمر الإسلامي في كلمة المنظمة إن المؤتمر يعتبر خطوة إيجابية نحو ترسيخ ثقافة التعايش المشترك بين أبتاع الديانتين الإسلامية والمسيحية بما يقود إلى خلق عالم تسوده قيم الحق والعدل والتعاون والاحترام المتبادل ويعزز العلاقات الودية بين الدول باعتماد ثقافة السلام واحترام التباين الثقافي والديني بين شعوب العالم والتصدي للمحاولات التي ترمي إلى الصراع والصدام بين الحضارات والثقافات والأديان.
وأشار إلى أن المنظمة تبنت منذ نهاية القرن الماضي فكرة تقوم على حوار الحضارات كرد حضاري على مروجي نبوءات صراع الحضارات وأن المنظمة طرحت أفكارها على الأمم المتحدة التي تبنتها وأعلنت عام 2001 كعام للترويج لفكرة حوار الحضارات إضافة إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي أطلقت منذ قرابة سبع سنوات فكرة مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية توطئة لخلق جو عالمي أكثر سلما ورفاهية باعتبار أن عدد معتنقي هاتين الديانتين يصل إلى نصف سكان البشرية كما أن العناصر التي تساعد على هذه المصالحة تفوق بكثير أية عناصر تدفع إلى الخصام والنزاع.
وأوضح أن نهج الحوار والإخاء والتسامح كان الركيزة الأساسية التي دعمت التعايش السلمي والإيجابي بين كافة الأطياف قي المجتمع العربي الإسلامي .. هذا التعايش الذي يعد مفخرة للمسلمين والمسيحيين على السواء عبر التاريخ الإسلامي الطويل.
وأكد الهونى أن ما يجري في مدينة القدس من محاولات بغيضة وخروقات فاضحة للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة والتي تتمثل في حملة مسعورة تقوم بها إسرائيل لتهويد هذه المدينة المقدسة ضاربة عرض الحائط بمشاعر ملايين الناس من مسلمين ومسيحيين عبر العالم إزاء هذه المدينة المقدسة مؤكدا ضرورة حشد الجهود والطاقات لوقف هذه الأعمال باعتبارها قضية عالمية وضرورة تضافر جهود أبتاع الديانتين في العالم للوقوف صفا واحدا للتصدي معا لحالات عدم التسامح والتمييز والإساءة إلى الأديان والرموز الدينية باعتماد برامج مدروسة ومتفق عليها بين الطرفين تتناول البحث في القضايا التي تثير التعصب والعنصرية والتهميش والعنف ومعالجتها قبل أن تتسع وتتطور إلى أزمات دولية.
ودعا إلى تعزيز دور وسائل الإعلام والاتصالات للقيام بالدور الإيجابي المأمول منها وإلى المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع الأهلي للاضطلاع بدورها في إرساء التسامح ومنع إساءة الأديان والعمل سويا على اعتماد وثيقة دولية ملزمة دوليا لهذا الغرض إضافة إلى القيام بمراجعة عامة للمناهج التعليمية لتكون عاملا لتوطيد التعايش والتفاهم بين الديانتين.
وقال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي المشرف العام على الحلقات العلمية في جامع بني أمية الكبير بدمشق إن الخطر على المسيحيين في المنطقة موجود لكنه ليس من المسلمين وإنما من الخارج ومن السياسة التي تقودها بعض الدول الكبرى التي لا تبالي أن تزهق الحقوق والأرواح في سبيل مصالحها وتسعى وراء ديمقراطية زائفة محصورة بين البيت الأبيض وإسرائيل.
وأكد أن سورية قيادة وشعبا تتمتع بقدر كبير من الوعي الوطني والديني والإنساني الذي يجعلها بعيدا عن هذه المخاوف والأخطار موضحا المسلمين والمسيحيين في المنطقة واجهوا الحملات الصليبية وقبلها لم يرفع الاضطهاد البيزنطي عن المسيحيين إلا بعد الفتح الإسلامي حيث تحررت هذه البلاد من الاضطهاد البيزنطي.
وبين ان سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد أمينة على رسالة الفتح الإسلامي أمانة دقيقة تامة وأن الوطن للجميع .
من جانبه قال غبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك إنطاكيا للسريان الكاثوليك إن الدعوة إلى هذا المؤتمر هي من دون شك منسجمة مع الرؤيا الواضحة والمنهجية الفطنة التي تبناها عن قناعة السيد الرئيس بشار الأسد الداعية إلى التعاضد بروح الانفتاح والاحترام المتبادل في الإنسانية.
وأشار إلى أن هدف المؤتمر ليس البحث في الثوابت العقائدية التي تنفرد بها الديانتان المسيحية والإسلامية بل عليه أن يتطرق للأمور الحياتية وعلاقات الإخاء التي يجب أن يبنوها في المجتمع اعتمادا على نبذ الإرهاب باسم الدين لأن الشر الذي يعلل الإرهاب ويغسل أدمغة المجرمين المنفذين هو النقيض المطلق لجوهر الله خالق جميع البشر وكذلك هو الإهانة التي لا شبيه لها للرحمة الإلهية مؤكدا أن هول جريمة سيدة النجاة في بغداد والجرائم التي تستهدف المواطنين المسيحيين في العراق أو غيرهم من الأبرياء الذي يؤمون المراقد المقدسة هي تجديد يومي للخوف داعيا إلى وقف المتاجرة باسم الدين والمزاودة بأرواح الأبرياء باسم إله الرحمة والابتعاد عن كل ما يدعو إلى التفرقة والتشهير والتكفير وإلى ثقافة القبول بالتعددية.
بدوره قال المطران سيريل فاسيل أمين سر مجمع الكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان بروما إن هذا المؤتمر الدولي هو تطوير للفكرة التي ابتدأها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر بالدعوة إلى السينودس لأجل الشرق الأوسط والبلاد العربية والذي كان هدفه الأساسي رعائيا يحمل آمال وألام ورجاءات الشعوب والتحديات التي يواجهونها كل يوم.
وأضاف إن الكنيسة وكل الكاثوليكيين يحملون الشرق الأوسط في قلوبهم لأنه في الشرق ولد السيد المسيح وتأسست فيه الجماعة المسيحية الأولى وانطلق منه الرسل يبشرون العالم ما يدفعنا لنقل رسالته إلى الأجيال القادمة.
ولفت إلى أن أسماء المدن في الشرق كدمشق والقدس وإنطاكية تذكر كل مسيحي العالم بالمهد حيث ولد السيد المسيح موضحا أن المسيحيين يتابعون دون كلل الحوار مع مواطنيهم في الديانات الأخرى لتقريب الأفكار والقلوب والبحث عن شركائهم لتقوية الحوار المسؤول بين الأديان وتنقية الذاكرة وتعزيز قيم التسامح مع بعضهم البعض فيما يخص الماضي للوصول إلى مستقبل أفضل.
وأشار إلى أن مجمع الفاتيكان الثاني ورسائل بطاركة الشرق الكاثوليك الرعوية تحتوي على الأسس للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمسلمين موضحا أهمية إعلاء قيم المواطنة وكرامة الإنسان والمساواة في الحقوق والواجبات الدينية والحرية الدينية.
ودعا إلى وضع الأحكام المسبقة السلبية جانبا وإلى تعزيز الاحترام والمحبة المتبادلة واكتشاف القيم الدينية المشتركة لافتا إلى ضرورة إظهار صورة العلاقة الحقيقية والتعامل الخصب بين المؤمنين التابعين لهذه الأديان ونزع السلاح من أيدي المتطرفين والذين يستعملون العنف باسم الدين.
وقالت السيدة رندة عاصي بري عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني ... نلتقي اليوم لنؤكد حقيقة التاريخ والجغرافية الذين لم يصنعهما الإنسان وإنما هما بعض من إبداع الخالق ومشيئته وإرادته لافتة إلى أن المؤتمر ينعقد في المكان والزمان المناسبين فدمشق أم المدائن وأيقونة الحضارات ونبض الرسالات وعاصمة الممالك القديمة وشاهدة على أبرز المحطات التي تشكل منها تاريخ المنطقة وحضاراتها ومن خلالها تبلورت مفاهيم نظم العلاقات والتواصل بين الشعوب التي مرت أو حكمت هذه المنطقة لتصبح دمشق المختبر الحضاري والنوعي الفريد إلى جانب لبنان في التعايش والتسامح والتآخي أما أهمية الزمان فإن أهمية المؤتمر تكمن في أنه يأتي مواكبة لما أقرته الوثيقة الختامية للسينودس من دعوة للإخاء والحوار الإسلامي المسيحي وتعزيز مناخات التعايش بين هاتين الديانتين فضلا عن ملامسة هذه التوصيات لأبعاد ومخاطر المشروع الصهيوني على الأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة ورفض أساقفة الكنائس لعمليات تهويد القدس والدعوة إلى المقاومة والتصدي لهذه المحاولات التي تنتهجها سلطات الاحتلال للتغير الديموغرافي في القدس ونزع الطابع العرب عنها فضلا عن تأكيدها على أهمية اللغة العربية كلغة رسمية واستخدامها في دوائر دولة الفاتيكان.
وأشارت إلى أن وضع الوثيقة الختامية للسينودس من اجل الشرق والعالم العربي كمادة رئيسية على جدول أعمال المؤتمر يعبر على إحساس عال بالمسؤولية القومية والإنسانية والرسالية والأخلاقية والتاريخية التي تضطلع بها القيادات السياسية والروحية والأكاديمية في سورية حيال ما يتهدد امتنا اليوم في هويتها وفي رسالتيها وفي نمط تعايش أبنائها على مختلف انتماءاتهم الروحية مؤكدة أن هذا يتجسد يوميا بأبعاد المشروع الصهيوني الذي يرى في أوطاننا ونموذج التعايش فيها بين العائلات الروحية نقيضا لوجوده العنصري الشاذ في المنطقة.
واعتبرت أن المؤتمر استشعار للخطر الذي بات يهدد التنوع في المنطقة العربية محذرة من انهيار وضياع الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لان ذلك سيكون له ارتدادات على سائر المنطقة.
وأشارت السيدة بري إلى انه لم يعد جائزا إهدار الوقت والفرص المؤاتية في البحث والتمحيص وتقديم ما يباعد بين الديانتين وإهمال ما هو مشترك بينهما موضحة ضرورة العودة إلى الينابيع الحقيقية لتعاليم المسيحية والإسلام والعمل بصيغ التآخي والتسامح التي نصت عليها الكتب والرسالات السماوية على قاعدة الحوار والقبول بالآخر على أن يكون للمرأة العربية المسلمة والمسيحية دور أساسي في إنتاج وإدارة وتسويق أي حوار إنساني سواء كان في إطار حوار الأديان أو حوار الحضارات.
بدوره بين جعفر عبد السلام علي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في مصر أهمية المؤتمر في وضع أسس التعاون والإخاء بين الإسلام والمسيحية وتحقيق مصالح الإنسان من كافة الأجناس والألوان لافتا إلى ضرورة العمل على إنقاذ العالم من ويلات الحروب التي جلبت على الإنسانية أحزانا يعجز عنها الوصف إضافة إلى تحقيق السلم والأمن الدولي والتعاون بين الدول في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحل المشكلات التي تثور بين الدول بالطرق السلمية.
وقال يجب أن يتبنى الإخاء الإسلامي المسيحي الأهداف والمبادئ التي وافقت عليها كل شعوب الأمم المتحدة وذلك في إطار العلاقات الدولية لافتا إلى ضرورة تعاون أفراد المجتمع على حماية مصلحة الدولة والدفاع عن أمنها وان يكون جسرا للتواصل مع الدول الأخرى.
وقال الدكتور عبد الناصر أبو البصل رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن إن المؤتمر يأتي في وقته المناسب الذي تتطلع فيه الأمة إلى بارقة أمل إذ أنه يؤكد على توصيات السينودس.
ولفت إلى أن المبادئ السامية والقيم الخيرة التي جاءت بها رسالة الإسلام وحضارته التي تحقق خير الإنسانية وتقوم على وحدة الجنس البشري والتساوي في الحقوق والواجبات وتعزيز قيم السلام والمحبة والرحمة والعدل والأمن الشامل والتكافل الاجتماعي ونبذ الإرهاب والعنف والتطرف
وأشار إلى ضرورة رص الصفوف وتوحيد الجهود للتأكيد على وحدة مجتمعنا العربي الإسلامي بجميع مكوناته كما كان على مر التاريخ في العيش المشترك والفعل الحضاري الواحد والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن الأمة وقضاياها وعلى رأسها قضية القدس والمقدسات ورفض سياسات تهويد المدينة المقدسة ورفع الظلم عن أهلنا تحت الاحتلال والتأكيد على الجهود الدولية واستثمارها لهذه القضية.
وقال المطران بولس منجد الهاشم السفير البابوي ممثل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة ....
إن الشرق يحتل المكانة الأولى في العالم بأسره كونه منبع الحضارات ومهد الديانات التوحيدية الثلاث وتحتل سورية مكانة فريدة بالنسبة للمسيحية والإسلام فهي سباقة في عيش روح السينودس وتوصياته قبل انعقاده لاسيما لجهة الحد من هجرة المسيحيين باعتبارهم جزءا أساسيا من مكونات الشعب السوري الواحد مضيفا انه على طريق دمشق ظهر المسيح لشاوول الذي كان ذاهبا إليها ليضطهد المسيحيين وفيها اقتبل سر العماد واختار اسم بولس وفي إنطاكية دعي المؤمنون بالمسيحيين للمرة الأولى مسيحيين وقد أعطت سورية الكنيسة عددا كبيرا من الباباوات والقديسين وفي سورية ولد وعاش مار مارون أب الكنيسة المارونية وفي سورية نشأت الكنيسة المارونية ومن دير مار مارون انطلق في نهاية القرن الخامس إبراهيم الناسك إلى جبل لبنان الذي أحبه الناس لدرجة إطلاق اسمه على نهر ادونيس فأصبح نهر إبراهيم.
وأوضح انه لا يزال يوجد في سورية ثلاث أبرشيات مارونية وفيها ينعم الموارنة بكامل حقوقهم الدينية والمدنية وان مشاركة سماحة المفتي العام لسورية بتدشين كنيسة مار جرجيس المارونية في ضهر صفرا العام الماضي لأكبر برهان على الإخوة والمحبة والتسامح والوحدة الوطنية في سورية وقال .. نريد أن نقدم للشرق والغرب نموذجا للعيش المشترك بين أديان متعددة وللتعاون البناء بين حضارات متنوعة لخير أوطاننا وخير الإنسانية ونحن منذ ظهور الإسلام في الشرق والى اليوم نعيش معا ونتعاون في بناء حضارتنا المشتركة ويجب علينا بالحوار أن نزيل كل سوء فهم أو خلل ومن واجبنا تربية مؤمنينا على الحوار الديني وعلى قبول التعددية الدينية وعلى الاحترام والتقدير المتبادلين.
وتوجه المطران هاشم باسمه وباسم نيافة مار نصر الله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة بأخلص عواطف الشكر والتقدير لسيادة الرئيس بشار الأسد راعي الوحدة الوطنية في سورية وللحكومة والشعب السوري وللكنائس المسيحية في سورية على عقد هذا المؤتمر ودعا أن يحفظ الله سورية ولبنان كي يبقيا دوما مثال التعددية الدينية والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ونموذجا تقتدي بقية الدول به في الشرق والغرب.
وقال أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان إن البشرية بحاجة إلى الوحدة الإنسانية في هذا العصر أكثر من أي وقت مضى نظرا لتقارب البشرية على أجزاء المعمورة نتيجة الثورة المعلوماتية والاتصالات حيث لم تعد البشرية تحتمل الحروب والمنازعات المسلحة وإنما بحاجة إلى الحوار والتفاهم.
وأضاف أن الواقع الحالي يفرض على جميع الإخوة في الإنسانية لاسيما المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون الأغلبية على ظهر هذه البسيطة أن يتواصلوا ويتعايشوا مع بعضهم البعض مؤكدا أن التسامح الديني أمر لا يمكن المساس به.
وقال الدكتور محمد حسن تبرئيان نائب الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إن الحوار بين الإسلام والمسيحية ليس قديما وإن كان التماس قديما والحوار بشكله الحاضر يكاد يكون مستحدثا إلا أن أكثر محاولات الحوار قد ابتليت بنقاط ضعف كثيرة منها أن الحوار ركز على العنصر العقائدي المجرد حتى دون أن يدرك مدى أثر التوصل إلى قناعة في ذلك الجانب على الحياة العملية حيث كان كل فريق يدخل الحوار وكأنه يدخل ساحة المعركة ليكسبها لنفسه وأن كل إنسان يريد أن يتحاور يريد من الآخر أن يعترف به أولا كما أن الحوار كان يجري بين طرفين كل منهما يشك بالآخر وفي إطار الشك لايمكن للحوار أن يثمر وأن الحوار كان يجري أيضا بشكل عفوي ومتقطع لا يعبر عن مسيرة ودون مؤسسات مضيفا أن كلا الجانبين كان يفتقد المرجعية الرئيسية في الحوار.
واعتبر أن المرجعيات يجب أن تتبنى تنسيق مواقفها في كل طرف وأن تتولى هذه المرجعيات سحب رواسبها النفسية والتاريخية وإلقاءها جانبا معربا عن الأمل في أن ينتقل الحوار من الحوار الكلامي اللاهوتي المحض إلى الحوار الفكري العلمي لمجالات قوية للتعاون بين أتباع الأديان حيث توجد مجالات كثيرة ينبغي درسها والتعاون فيها لخدمة البشرية.
حضر افتتاح المؤتمر وزيرا الإعلام والثقافة وبعض أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ومجلس الشعب وعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي وبعض السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي ومحافظا ريف دمشق والقنيطرة
وناقش المشاركون في جلسات المؤتمر الثلاث العيش المشترك الإسلامي المسيحي و/سلام العالم من سلام القدس/ و / رسالة الشرائع السماوية في نبذ العنف والتطرف/.
ما تناولته الصحف العربية والمواقع الإلكترونية عن مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي:
الوطن - موفق محمد - محمد أمين:
وفود ناهز عددها 2000 من أكثر من ثلاثين دولة شاركت في مؤتمر «الإخاء الإسلامي المسيحي» بدمشق... صفير يوجه التحية للرئيس الأسد وينوه بمكانة سورية لدى المسيحيين...وزير الأوقاف: سورية ضربت المثل الأعلى في الأخوة الدينية وهي حاضنة الإسلام والمسيحية في الشرق
أجمع المشاركون في مؤتمر «الإخاء الإسلامي المسيحي» الدولي الذي أقيم في دمشق أمس على أن الشرق يعتبر مدرسة رائدة في التآخي والتسامح والتعايش بين أتباع الديانات السماوية، ودعوا الغرب للتعلم من هذه المدرسة، مؤكدين رفضهم لقيام الدول على أساس ديني وطائفي. وأكد المشاركون أن «لا خطر على المسيحيين في الشرق» وأن الخطر الذي يتهددهم لا يأتي من الشرق، وإنما من «الغرب وتحديداً سياسات الدول الكبرى» التي «دمرت التآخي الديني والإنساني»، محملين إياه «المسؤولية» في المجازر والجرائم التي ترتكب بحق المسلمين والمسيحيين في المنطقة.
وعقد المؤتمر الذي غصت قاعة قصر الأمويين بالمشاركين فيه انطلاقاً من دعوة القرآن الكريم «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» ومن دعوة الإنجيل المقدس «وكانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً وروحاً واحدة» وتحت شعار قول الرئيس بشار الأسد «نحن في سورية وجدنا موحدين ونحن النموذج الطبيعي للمجتمع والإنسانية وللعلاقة بين الأديان وعلينا أن نعطي نموذجاً ليس فقط في العلاقة بين الأديان وليس فقط في الوطنية وإنما بشكل أرقى وأشمل وهو الإنسانية». وأقيم المؤتمر الذي حضر افتتاحه وزيرا الثقافة والإعلام وأعضاء في الجبهة الوطنية التقدمية وسفراء من البعثات الدبلوماسية في دمشق ووفود من أكثر من ثلاثين دولة لقراءة أبعاد مقررات السينودس لأجل الشرق والبلاد العربية الذي التأم مؤخراً في الفاتيكان.
وألقى نيافة المطران بولس منجد الهاشم ممثل غبطة الكاردينال مار نصر اللـه بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة كلمة في الجلسة الافتتاحية، تقدم خلالها بالتحية للرئيس الأسد باسم الكاردينال صفير.
وأشار الهاشم إلى أن لسورية «مكانة خاصة عند المسيحيين فقد أعطت عدداً من الشهداء والقديسين أبرزهم القديس مار مارون»، مثمّنا «العيش المشترك والتسامح والوحدة الوطنية في سورية» ومؤكداً أن الموارنة «مواطنون يساهمون في رقي وطنهم ويتبوؤون أعلى المناصب في سورية».
وأضاف: إننا إخوة واللـه يريد أن نحيا معاً في مجتمعات مدنية مبنية على الحرية الدينية وحقوق الإنسان وقيم الحق والعدالة».
وأكد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد في كلمة له أمام المؤتمر أن سورية «حاضنة الإسلام والمسيحية في الشرق» وأن «الإخاء الإسلامي المسيحي فيها حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية»، مشدداً على أن سورية «ضربت المثل الأعلى في الإخوة الدينية عبر تاريخها وواقعها فقد عشنا معاً وما زلنا نتساوى في الحقوق والواجبات ولا فرق في هذه النظرة بين من كان مسيحياً ومن كان مسلماً».
ورأى السيد أنه «لا صراع بين الحضارات ولا تصادم بين المنتمين إليها... إن الإنسان وتكريمه كان وما زال هدف الرسالات السماوية»، مؤكداً أن سورية الدولة الرائدة في الأخوة الدينية تسير بتوجيهات قائدها الرئيس بشار الأسد وهو القائل: «سورية مهد المسيحية والمسيحية والإسلام لخير الإنسان، وهذا هو النموذج الأمثل للأخوة الدينية وللعلاقات بين بني الإنسان»، مطالباً المسيحيين والمسلمين بالوقوف معاً «في وجه نزعات الشر وقالات السوء التي تنمو باطراد، وفي وجه كل أشكال الإرهاب العالمي».
وأشار السيد إلى دور سورية المتميز «في بناء الحضارة الإنسانية وتحقيق تطورها وازدهارها وأن بلاد الشام في ماضيها كانت مهداً للحضارة ومجداً للرسالة إلى مجتمع أفضل». وأكد أن القارة العربية الإسلامية التي بناها المسلمون والمسيحيون (تشكّل تجربة حضارية رائدة في التسامح والتكامل الحضاري الإنساني).
من جانبه شن مفتي سورية العام هجوماً على الولايات المتحدة الأميركية التي قسمت العراق إلى طوائف وتريد أن تقسم السودان إلى شمال وجنوب، وأكد أن أحد أهم أهداف المؤتمر هو أن نعلمهم ما تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.. ولنقول لا للدولة الدينية والطائفية.. لا لليهودية في فلسطين).
وشدد على أن لا خوف على المسيحية في الشرق، وتساءل موجهاً خطابه للغرب: لماذا حملنا لكم الحضارة والحوار واليوم حملتم لنا النار؟، مضيفاً «لا تخافوا على كنيسة النجاة، نحن لم نقتلهم، أنتم قتلتموهم».
وقال مخاطباً الغرب: نحن أبناء الحضارة وأنتم تتصارعون مع الحضارات. نحن نبني أمتنا على أساس الدولة الحديثة التي تظلل أبناءها بكل أطيافهم»، مضيفاً «اللـه كتب أن تكون سورية قائدة وليست تابعة»، مستنكراً الحدود الجغرافية القائمة في الوطن العربي، مؤكداً أنه يراه «وحدة جغرافية متكاملة».
وأشار حسون في ختام كلمته إلى الدور الذي يقوم به الرئيس الأسد مع الملك السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز لتهدئة الأوضاع في لبنان وإحلال الأمن والاستقرار فيه، واصفاً هذا الدور بـ«البطل».
وتحدث الباحث والداعية الإسلامي محمد سعيد رمضان البوطي عن الدور الذي لعبه المسلمون الأوائل في حماية المسيحيين المخالفين لبيزنطة وذكر بوصايا الرسول محمد (ص) والخلفاء الراشدين الداعية إلى التسامح والإخاء، وبموقف مسيحيي الشرق إزاء الحملات الصليبية حيث انضموا إلى بني قومهم المسلمين وواجهوا معاً تلك الحملات.
واعتبر البوطي أن الخطر الذي يهدد المسلمين والمسيحيين في الشرق ليس مصدره الداخل وإنما الخارج وسياسات الدول الكبرى، وقال: «ليس هناك مخاوف تطوف في أذهان البعض تدفعهم للتفكير بالهجرة، فالوطن للجميع والكلاءة كلاءة للجميع».
وأكد أن سورية قيادة وشعباً أمينة على رسالة الفتح الإسلامي وتتمتع اليوم بقدر كبير من الوعي الوطني والديني والإنساني الذي يجعلها بعيدة من المخاوف والأفكار وأشار إلى أن الخطر (يأتي من الخارج ومن سياسات الدول الكبرى التي لا تبالي في سحق حقوق العالم).
من جهتها قالت رنده بري عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني أمام المؤتمرين: «دمشق أم المدائن ونبض الرسالات وشاهدة على أبرز المحطات التي شكلها التاريخ وهي المختبر الحضاري النوعي الفريد في التعايش والتآخي والتسامح».
ورأت أن المؤتمر جاء «استشعاراً للخطر الذي بات يهدد التنوع في العالم العربي»، وقالت «حرية التنوع في الشرق العربي هو مسؤولية المسلمين تحت جناح العروبة وما ورد في وثيقة السينودس قيامة من قيامات المسيح المتجددة».
من جانبه اعتبر غبطة البطريرك غريغوريس الثالث لحام بطريك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك أن المؤتمر هو «برهان على القيم الإيمانية في سورية والاحترام الذي يحظى به المواطنون على مختلف أديانهم».
وقال «السيد الرئيس بشار الأسد في قلب كل سوري وقلب كل عربي، وسورية حاضنة المسيحية والإسلام.. السيد الرئيس هو صورة سورية وهي صورته.. أشكره باسم الكنيسة السورية بكل أطيافها».
وفي كلمته أمام المؤتمر شدد نائب الأمين العام لحزب اللـه نعيم قاسم على القيم الدينية المشتركة التي تجمع المسلمين والمسيحيين، وقال: «قدرنا أن نكون في أرض واحدة وقدرنا أن نبني أوطاننا معاً.. الوطن بأسره لنا جميعاً.. لنكون يداً واحدة وقدرنا واحد ومصيرنا واحد».
وشدد على أهمية فلسطين والقدس لدى الأديان كلها، وقال: «يجب أن نكون معاً لرفض التهويد وبناء المستوطنات والاحتلال»، مجدداً موقف حزب اللـه الداعي إلى تحرير فلسطين «من البحر إلى النهر»، معتبراً أن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم وليست قضيتهم وحدهم بل هي رمز إذا ارتفع ارتفعنا وإذا سقط سقطنا جميعاً».
وأشار قاسم في سياق كلمته إلى أن من قام بالاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد هو نفسه الذي يقتل الأطفال في فلسطين، «كلهم من نبع الشيطان».
وشدد على أهمية المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق فهي التي «تعيد الكرامة»، مضيفاً: «نحن أقوياء باللـه تعالى وحطمنا أسطورة الشرق الأوسط الجديد».
ووجه قاسم تحية للرئيس الأسد، مثمناً الدور الذي تلعبه سورية والسعودية من أجل استقرار لبنان.
وتحدث غبطة البطريك زكا الأول عواص رئيس الكنيسة السريانية في العالم عن علاقة السريان «الفريدة مع إخوانهم المسلمين الكرام»، وشدد على أن القدس «خط أحمر لن نسمح لأحد بأن يتجاوزه وهي محط أنظار وآمال المسلمين والمسيحيين»، داعياً مسيحيي الشرق للتشبث بتراب الوطن، مشدداً على أن المسلمين والمسيحيين في خندق واحد.
وأكد غبطة البطريك اغناطيوس الرابع هزيم بطريك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، أن المؤتمر «حدث مهم تحت راية السيد الرئيس بشار الأسد وهو ليس جديداً في حياتنا السورية».
وتناوب على الحديث في افتتاح المؤتمر العديد من العلماء ورجال الدين وممثلي هيئات دينية إسلامية ومسيحية في العالم العربي والعالم، منهم ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي وأمين سر مجمع الكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان وممثل بطريك اسطنبول للروم الأرثوذكس وسواهم، وألقيت في المؤتمر محاضرة تناولت «أبعاد ومقررات مؤتمر السينودس لأجل الشرق والبلاد العربية» ألقاها البطريك غريغوريس الثالث لحام وجلسة بعنوان: «العيش المشترك الإسلامي المسيحي» شارك فيها علماء ورجال دين.
وعلى هامش المؤتمر دعا مفتى سورية العام في تصريحات للصحفيين الغرب إلى «التعلم» من حالة التآخي الديني الذي تعيشه سورية، واتهم الولايات المتحدة الأميركية «بتدمير التآخي الديني والإنساني»، محملاً الغرب «المسؤولية» في المجازر والجرائم التي ترتكب بحق المسلمين والمسيحيين في المنطقة.
وقال حسون في رده على سؤال عن التقرير الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية عن الحرية الدينية في العالم ووجهت فيه انتقادات لسورية «نحن ليس لدينا رد على هذا الاتهام إلا أننا نقول لهم تعالوا فتعلموا من عندنا، فانتم تابعون لنا ونحن لسنا تابعين لكم، فمسيحيتكم من أرضنا نبعت، ومسيحيتكم ما زالت متجذرة في أرضنا... نحن أهل الحضارة الإنسانية، ونحن الذين لا نتصادم حضارياً، وأنتم من يبيد الحضارة في العراق وفلسطين والخليل وجنوب لبنان وأنتم الذين دمرتم التآخي، والتحابب الديني والإنساني في هذه الأرض، فارجعوا عنا نحن ليس عندنا أقلية عندنا مواطن».
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» عمن يتحمل المسؤولية في المجازر التي حصلت للمسيحيين والمسلمين في المنطقة قال حسون «الديمقراطية الحديثة التي جائتنا من أوروبا هي التي تتحمل المسؤولية»، مضيفاً «نحن ما كنا في حياتنا نقوم بمجازر بعضنا على بعض، فالذين قتلوا المصلين في الفلوجة هم أنفسهم الذين قتلوا المصلين في الخليل، وهم أنفسهم الذين قتلوا المصلين في كنيسة النجاة، فابحثوا عمن قتل وابحثوا عمن دعمه ليقتل وابحثوا عمن ثقفه هذه الثقافة».
ورداً على سؤال عن وضع الأقليات في سورية قال حسون «ليس عندنا وجود للأقليات في سورية عندنا مواطنة»، مضيفاً «أي مواطن سوري تسأله عن عدد المسلمين في سورية يقول لك 22 مليوناً، وكم عدد المسيحيين في سورية يقول لك 22 مليوناً وكم عدد العرب يقول 22 مليوناً وكم عدد السريان والأكراد ويقول لك 22 مليوناً... نحن عندنا مواطن، أما الأقليات عندهم فهم يقولون كيف نتعامل مع الأقليات».
وحول الرسالة التي يريد المؤتمر توجيهها قال حسون: «نقول لهم (الغرب) كفى قتلاً وتدميراً فبلادنا شعت عليكم بالضياء والنور ورسالة السماء ليست للقتل، فمن يدعون أنهم يريدون أن يعيدوا الدولة اليهودية أو الدولة المسيحية أو الدولة الإسلامية نقول لهم أعيدوا الدولة الإنسانية التي يعيش في ظلالها كل أبناء رسالة السماء بالحب».
وإن كانت هناك مخاوف لدى المسيحيين في سورية تدفعهم للتفكير بالهجرة قال حسون: «التهجير المسيحي خوفه من أوروبا التي تفتح أبواب سفاراتها على مصراعيها لتأخذ شبابنا المسلم والمسيحي على السواء وتقول لهم نحن نستقبلكم في أرض السلام والعمل والفكر والثقافة... نقول لهم نعم جنسيتكم في أوروبا أو فرنسا أو في أي مكان جنسية سياسية، أما جنسيتكم في سورية فهي جنسية مقدسة».
وأكد حسون أن «صمودنا سيبقى ليوم القيامة حتى تعود فلسطين» موضحاً أن الفرنجة سكنوها مئة سنة ثم أخرجناهم، وها هم في بداية النهاية حين أعلنوا دولتهم اليهودية لأنها ليست دولة إنسانية».
بدوره اعتبر نائب الأمين العام لحزب اللـه في تصريحات مماثلة أن المسلمين والمسيحيين في العالم العربي ليسوا محصنين من المخاطر التي تواجههم «لسنا متحصنين بشكل كامل من كل المخاطر التي تواجهنا ولذلك علينا أن نعمل ونسعى»، معتبراً أن هذا المؤتمر شكل من أشكال التعاون لمواجهة هذه المخاطر، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك أشكالاً أخرى يجب أن تكون موجودة على المستوى السياسي لأن التحديات لا تعد ولا تحصى». وأضاف: «في الواقع أميركا وإسرائيل لا تهدأان وتخططان لمزيد من الهيمنة على المنطقة فهم أعلنوا بشكل واضح أنهم يريدون شرق أوسط جديداً ويريدون لإسرائيل أن تتصرف كما تشاء وهذه من التحديات والأخطار التي تمس المسلمين والمسيحيين لذلك علينا أن نعمل ونختار كل الأساليب المناسبة».
ورفض قاسم التحدث عن سيناريوهات محتملة في لبنان في حال صدور القرار الظني، وقال «لدينا قرار بألا نتحدث عنها لأن الاحتمالات كثيرة ولا يمكن أن نناقش كل احتمال وردة الفعل إلا أنني أقول إننا مستعدون لجميع الاحتمالات».
وحول التهديدات الإسرائيلية للبنان، والاجتماعات التي تجريها حكومته للبحث في ما بعد صدور القرار الظني قال قاسم «تهديدات إسرائيل بلا معنى وكلامها عن استعدادات حيال لبنان لن تغير في الأمر شيئاً لأننا في جهوزية تامة إذا اعتدت على لبنان وسنواجهها ولا يبدو أنها قادرة الآن»، معتبراً أن القرار الظني هو «استهداف للبنان وليس استهدافا لحزب اللـه فقط وسيدفع الجميع ثمنه إذا حصل».
وأضاف: «نعم هناك مراهنة إسرائيلية على أن يصدر القرار الظني ويتهم أفراداً من حزب اللـه فيضعف الحزب فتقوم هي بمعركة على لبنان»، معتبراً أن هذه المراهنة «وهم» بالنسبة لإسرائيل لأننا اليوم أقوى سياسياً وعملياً ولا تستطيع إسرائيل أن تقرر ما تشاء وما تريد»، مضيفاً «كل تدخلات إسرائيل في لبنان فاشلة وستثبت الأيام ذلك».
وحول القمة السورية القطرية التي عقدت بين الرئيس بشار الأسد والأمير حمد بن خليفة آل ثاني قال قاسم «القمة جزء من المساهمات الإيجابية من أجل إضفاء أجواء من التعاون لمصلحة وحدة لبنان وعدم استهدافه وبالتالي نحن نحيي أي جهد عربي يمكن أن يكون موجوداً».
وأضاف «غير خاف على أحد أن الجهد الأساسي الآن هو الجهد السوري السعودي، ونحن بانتظار ما ستؤول إليه النتائج ومتفائلون بإمكانية تحقيق شيء، وكل الجهود الأخرى التي تضاف سواء كانت إيرانية أو تركية أو قطرية أو من البلدان الأخرى هي جهود رافدة للجهد السوري السعودي وهي عنصر ايجابي لمصلحة الحل الذي نأمل أن يكون إيجابياً بالكامل».
وتابع: «إذا نجحت الوساطة السورية السعودية فهذا يعني أننا في محطة المحكمة سنكون موحدين وسنستطيع تجاوز هذه المشكلة... لكن هل هذا الأمر يوقف المشاكل المستقبلية أم لا... سنسعى دائماً إلى الحوار والتعاون حتى نخفف علينا في لبنان هذه الأزمات المختلفة التي يصنعونها لنا».
دمشق- البعث - عمر المقداد:
بمشاركة 30 دولة.. مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي اختتم أعماله:
القرارات الإسرائيلية حول الجولان المحتل لاغية وباطلة
أكد المؤتمر الدولي ”الإخاء الإسلامي المسيحي.. أبعاد مقررات السينودس لأجل الشرق والبلاد العربية” الذي انعقد أمس في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق بدعوة مشتركة من وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سورية وبحضور أكثر من 2500 رجل دين إسلامي ومسيحي من 30 دولة عربية وأجنبية رفضهم وبشدة لجميع الذرائع التي يستند إليها الكنيست الإسرائيلي لتهويد الجولان السوري المحتل، معتبرين جميع القرارات الصادرة بما فيها الاستفتاء الأخير لاغية وباطلة بموجب القانون الدولي والشرعية الدولية، ودعا المشاركون في ختام أعمال المؤتمر محافل النظام الدولي إلى ضرورة التمييز في استعمال القوة بين الإرهاب المجرم والمقاومة المشروعة مؤكدين أن الصراع العربي الصهيوني ليس صراعاً بين الأديان وأن الإرهاب الإسرائيلي المستتر بالدين اليهودي هو المصدر الوحيد للعنف المنظم ضد المسيحية والإسلام.
وأكد المشاركون أن الإسلام والمسيحية جناحا الأمة، بهما أشادت حضارتها وبنت أوطانها، وتعايش أبناؤها عبر العصور، فكانوا مواطنين يعتزون بانتمائهم لها قبل أن يفكروا بكونهم مسيحيين وإسلاميين، فتساكنت كنائسهم ومساجدهم وتجاور مؤمنوها وتحابوا وألفوا بعضهم بعضاً ووقفوا صفاً واحداً بوجه الغزاة والأخطار والتحديات التي هددت القيم التي عاشوا في سبيلها، ومن أجل المبادئ التي نادى بها الإسلام والمسيحية، فكان الشرق وسورية قبلة العالم ومهبط الديانات وملتقى الأنبياء والرسل.
وقال الدكتور عبد الستار السيد في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر إن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية واجتماعية عاشها المواطنون على مر الحقب، وكان لها ولا يزال دور كبير في بناء الحضارة الإنسانية وازدهارها حتى غدت مهداً للحضارة ومجداً للرسالة ومنهلاً للثقافة والمعرفة.
وأضاف: إن شواهد التعايش الإسلامي المسيحي في القرآن الكريم والإنجيل المقدس كثيرة ووافرة، وهي شواهد تدعو للمحبة والوئام والعمل من أجل خير الإنسانية وسعادتها، لافتاً إلى أن الرسالتين الإسلامية والمسيحية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرَّمتا الظلم، معتبراً أنهما التقيتا في وضع الأسس لعلاقة الإنسان بخالقه وعلاقته بأخيه الإنسان أياً كان وعلاقته بالموجودات، فكان الله في المسيحية المحبة وفي الإسلام الرحمة.
ولفت الدكتور السيد إلى أن الحضارة الإسلامية التي بناها المسيحيون والمسلمون تشكل تجربة حضارية رائدة في التسامح والتكامل الحضاري والإنساني، ما يؤهلها لتلعب دوراً فريداً في حوار الحضارات، مشيراً إلى أن المسيحيين والمسلمين يرفضون إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل، ويستنكرون تهويد فلسطين ويدعمون المقاومة ويعتبرون انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني المثال الصارخ على انتهاك حقوق الإنسان كما يرفضون الأذى الذي يطال العراق.
وأوضح غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والقدس للروم الكاثوليك ان عقد هذا المؤتمر الديني والكنسي بهذا الحجم الوطني والعربي والعالمي في سورية هو برهان على القيم الايمانية فيها وعلى الاحترام الذي ينعم به المواطنون على اختلاف معتقداتهم الدينية لافتا الى ضرورة تقديم نماذج حية في الايمان والمحبة والاحترام المتبادل لأجيال المستقبل.
وبيّن ضرورة تضافر الجهود وبناء ثقافة إنسانية حقيقية تقوم على المحبة والاحترام بين المسيحيين والمسلمين وقبول الآخر بحيث تلبي آمال وتطلعات الأجيال وتحمي عالمنا العربي.
وأوضح سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن المؤتمر يهدف لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ومعانيه السامية من خلال التآخي الإسلامي المسيحي وأن انعقاده يكتسب أهمية خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة حيث تصاغ باسم الديمقراطية حروب لتدميرها وتقسيم بعض دولها، مؤكداً رفض ما تقوم به إسرائيل من إجراءات لتهويد القدس ومن المحاولات الجارية لتقسيم العراق.
ودعا المفتي حسون علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي إلى توحيد الجهود لتوعية الجيل حيال ما يحاك للمنطقة من مؤامرات وإلى نشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح بدلاً عن التطرف الذي لا يحمله إلا الجهال.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أهمية توليد ثقافة العلم والمحبة بين الأجيال والابتعاد عن التطرف الديني الذي ينطلق من مبدأ إلغاء الآخر لأن مرتكبي مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد هم أنفسهم الذين ارتكبوا المذابح في الفلوجة.
وقال غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس: إن المؤتمر حدث مهم يجسد طريقة عيشنا في سورية عبر التاريخ، داعياً إلى محبة الله وصنائعه ومخلوقاته والوطن وإلى التسامح والتآخي ونبذ العنف والإرهاب والتشبث بالأرض ورفض التدخلات الخارجية.
وأضاف البطريرك هزيم: إن هناك من يرتكب جرائم باسم الدين لكن الأديان بريئة منهم إذ إن كل الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والسلام واحترام إنسانية الإنسان.
ولفت الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله الى أهمية التكاتف الوطني والعربي في مواجهة التحديات والمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة، مؤكداً ضرورة الاستناد الى القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والتي ترتكز على منطلقات وقيم دينية ومصالح وقضايا مشتركة.
وبيّن الشيخ قاسم أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الأمة المركزية، وقال: يجب على المسلمين والمسيحيين الوقوف صفاً واحداً من أجل فلسطين ورفض تهويد القدس وإقامة المستوطنات لأن الصهاينة يريدون العبور من خلال فلسطين الى كل البلاد العربية.
وقال قاسم: علينا المحافظة على استقلال بلداننا والمحافظة على خياراتنا الوطنية ورفض الهيمنة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة لأن شعوب المنطقة قادرة على إدارة شؤونها بأيدي أبنائها، لافتاً الى أهمية التكاتف الوطني والعربي في مواجهة التحديات والمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة.
من جانبه قال غبطة البطريرك زكا الأول عواص بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس رئيس الكنيسة السريانية في العالم: ما أسعدنا اليوم ونحن نضيف بلقائنا لبنة جديدة للسور المنيع الذي يحصن سورية ويحمي أبناءها جميعاً.
وأضاف إن خلاصة أعمال السينودس تلقي على عاتق الجميع في الشرق مسيحيين ومسلمين مسؤولية كبيرة في التمسك بأوطانهم ميراثهم الشرعي من الآباء والجدود، معتبراً أن ما يجري في فلسطين والعراق دليل على محاولات الأعداء تحريض الأخ ضد أخيه وتقسيم البيت الواحد، ومؤكداً أن القدس خط أحمر لن تنجح إسرائيل مهما فعلت في تهويدها، وأن هذه المدينة العظيمة لن تكون لهم وستبقى جزءاً من فلسطين.
بدوره أكد الدكتور جعفر عبد السلام علي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن الإخاء الإسلامي المسيحي الذي تعيشه مجتمعاتنا في الشرق يسقط كل المقولات الغربية القائلة بصراع الحضارات ونهاية التاريخ ونظريات المحافظين الجدد، وقال إن المحبة التي نادى الإسلام بها هي ذاتها التي دعت لها المسيحية.
وقال علي إنه كما نظمت المسيحية والإسلام الحياة الداخلية للفرد في مجتمعه كذلك دعتا إلى نبذ الحرب وتحقيق السلام والتعاون واحترام حقوق الإنسان وحرياته وسيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها.
بدوره قال غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان: إن الدعوة للمؤتمر تنسجم مع الرؤية الواضحة والمنهجية الفطنة للرئيس الأسد الذي يدعو باستمرار إلى التآخي والمساواة والانفتاح والاحترام المتبادل، معتبراً أن الرسالة الأساسية التي على السينودس تأكيدها هي نبذ استخدام الإرهاب باسم الدين لأن الشر يعلل الإرهاب.
من جانبه ألقى السفير سالم العجيلي الهوني كلمة باسم اكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي شدد فيها على أهمية عقد هذا المؤتمر بمدينة دمشق حاضرة الثقافة الإسلامية، داعياً لأن تكون خطوة إيجابية نحو ترسيخ ثقافة التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وفق قيم الحق والعدل والتعاون.
وطالب الهوني دول العالم بتعزيز ثقافة السلام والتصدي لمحاولات خلق بؤر الصراع والصدام بين الثقافات والحضارات والأديان، معتبراً أن على حكماء وعلماء ومفكري الإسلام والمسيحية تعزيز خيار التعايش بين المسلمين والمسيحيين كخيار لا مناص منه والسعي الدؤوب لانتصار قيم الخير والسلام وإقامة مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً للأجيال القادمة.
بدوره الدكتور محمد حسن تبرائيان نائب الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية قال: إن تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية حافل بالاحترام والتقدير، مؤكداً على أهمية أن يدخل الجميع ساحة الحوار انطلاقاً من قبول الآخر والخروج بقواسم مشتركة متفق عليها.
بدوره قال المطران سيريل فاسيل أمين سر مجمع الكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان بروما: إن الكنيسة وكل الكاثوليكيين يحملون الشرق الاوسط في قلوبهم لانه في الشرق ولد السيد المسيح وتأسست فيه الجماعة المسيحية الاولى وانطلق منه الرسل يبشرون العالم ما يدفعنا لنقل رسالته الى الاجيال القادمة، وأكد أهمية إعلاء قيم المواطنة وكرامة الانسان والمساواة في الحقوق والواجبات ووضع الاحكام المسبقة السلبية جانبا وتعزيز المحبة المتبادلة واكتشاف القيم الدينية المشتركة.
بدورها السيدة رندا عاصي بري عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أكدت أن استضافة دمشق لهذا المؤتمر تأتي في الزمان والمكان المناسبين، معتبرة أن دمشق أبرز المحطات التي تشكل منها تاريخ المنطقة وحضاراتها ومنها تبلورت نظم العلاقات والتواصل بين الشعوب لتصبح سورية إلى جانب لبنان المختبر الحضاري النوعي في التعايش والتسامح.
ولفتت إلى أن المؤتمر تعبير عن إحساس عال بالمسؤولية السياسية والروحية لسورية حيال ما يتهدد الأمة العربية في هويتها ورسالتها، معتبرة أن المؤتمر رد على كل المخاطر التي تريد النيل من التنوع في منطقتنا العربية.
بدوره الدكتور عبد الناصر أبو البصل رئيس جامعة العلوم الإسلامية في الأردن دعا لتفويت الفرصة على أولئك الذين يريدون زرع الفتنة بين أبناء المجتمع العربي مسلمين ومسيحيين وقال: إن أعداء الأمة يستغلون كل قضية لتكون سبباً للفرقة والنزاع، معتبراً أننا يجب ألا نقف عند حدود الحديث عن المشترك في القيم والمبادئ والعيش المشترك لأنه حقيقة قائمة عمرها قرون وشواهدها كثيرة وإنما إلى اتخاذ مواقف موحدة ضد سياسات تهويدالقدس ودعم أهلنا تحت الاحتلال ونبذ الإرهاب.
من جانبه الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان قال: إن البشرية بحاجة إلى الوحدة الإنسانية في هذا العصر أكثر من أي وقت مضى نظراً لتقرب البشر وثورة المعلومات والاتصالات حيث لم تعد تحتمل البشرية الحروب والنزاعات وإنما تحتاج الحوار والتفاهم.
بدوره أكد المطران بولس منجد الهاشم ممثل غبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة أن الشرق يحتل المكانة الأولى في العالم بأسره كونه منبع الحضارات ومهد الديانات التوحيدية، وتحتل سورية مكانة فريدة بالنسبة للمسيحية والإسلام، فكانت سباقة في عيش روح السينودس وتوصياته قبل انعقاده.
وقال إن المسيحية انتشرت في سورية في مختلف المدن والقرى وتأسست الأديار والكنائس وأعطت سورية باباوات وقديسين شهداء ونساك ومعلمين، لافتاً إلى أننا نحتفل هذا العام بالذكرى المئوية السادسة للقديس مار مارون الذي نشر الكنيسة المارونية من سورية إلى العالم. ولفت على أن المسيحية والإسلام تواصلا في سورية منذ الفتح الإسلامي وحتى اليوم، معتبراً أن إقامة المؤتمر في سورية دليل على أن المسيحيين والمسلمين مواطنين في بلد واحد يشتركون في اللغة والثقافة وفي الأفراح والأحزان، داعياً إلى العمل بروح المحبة والإخلاص لتعزيز العدل والسلام وقيم الحياة. وأكد المؤتمر أن الانتماء المشترك للعروبة هو المجال الثقافي الحيوي للمسيحية والإسلام لأن العروبة حضارة إنسانية جامعة، داعياً إلى تحريم استخدام العنف بكل أشكاله واعتبار التسامح الديني فضيلة إسلامية ومسيحية.
وحثّ المؤتمر على تجديد الوعي المعرفي والموضوعي بجوهر المسيحية العربية والإسلام وتوحيد البرامج التربوية لرعاية الناشئة والشباب والتأكيد على القيم والأخلاق.
وأكد على أهمية اللغة العربية كلغة رسمية يجب استخدامها في دوائر دولة الفاتيكان، مؤكداً على رفض فكرة التناقض بين المسيحية والإسلام التي يستخدمها الغرب لعدوانه على الشرق.
حضر افتتاح المؤتمر أحمد الاحمد الامين العام لحركة الاشتراكيين العرب وفضل الله ناصر الدين الامين العام للحزب الوحدوي الاشتراكي والدكتور محسن بلال وزير الاعلام والدكتور رياض عصمت وزير الثقافة ومحافظا ريف دمشق والقنيطرة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي وعدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق.
دمشق - الثورة:
بمشاركة وفود أكثر من 30 دولة .. مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي يبدأ فعالياته .. أهمية الإخاء ووحدة الصف للحفاظ عــلى القيم والمبادئ
شاركت وفود من اكثر من ثلاثين دولة في فعاليات مؤتمر الاخاء الاسلامي المسيحي الذي تقيمه وزارة الاوقاف والكنائس المسيحية في سورية وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.
وقال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف ان الاخاء الاسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب وخلال ما واجهته سورية من تحديات والشواهد الحية على ذلك كثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء فى القرآن الكريم والانجيل المقدس من نصوص تدعو الى المحبة والوئام والى العمل معا لخير الانسانية وسعادتها.
وأضاف وزير الاوقاف ان الرسالتين الاسلامية والمسيحية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرمتا الظلم بكل أنواعه وأشكاله وان التعريف الذي تلتقي عليه المسيحية والاسلام للعدل والحق في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو أن يأخذ كلانسان حقه على نحو ثابت ودائم مادام أهلا لهذا الحق وقد ربى الاسلام والمسيحية المؤمنين على هذه الاخلاقية الحضارية ويشهد التاريخ على دفاع أبناء الديانتين عن الحق والعدل عاملين على أن يعم العدل بين البشر جميعا وأن يكون هو المرجعية الوحيدة التي تؤطر علاقات البشر بين بعضهم بعضا0
وأشار الوزير السيد الى أن الحضارة العربية التي بناها المسلمون والمسيحيون تشكل تجربة حضارية رائدة في التسامح والتكامل الحضاري الانساني وأن هذا ما يؤهلها لتلعب دورها الرائد الذي يعد نموذجا فريدا لحوار الحضارات ومثل هذا التسامح والتكامل في تاريخنا الاسلامي الحضاري لا يزال واقعا معيشا خاصة في سورية.
ودعا وزير الاوقاف المسلمين والمسيحيين للوقوف معا في وجه كل أشكال الارهاب العالمي بدءا من ارهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني مرورا بأشكال الارهاب الفكري والاقتصادي والثقافي وصولا الى ارهاب الافراد المجرم وذلك كله وفق تعريف علمي موضوعي واضح لمعنى الارهاب وأشكاله ومضامينه التي تروع الامنين وتقتل الابرياء وذلك تمييزا للارهاب المدان عن المقاومة والنضال المشروع ضد قوى ظالمة تحتل أراضي الاخرين وتصادر حرياتهم وتدنس مقدساتهم وتسلب مقدراتهم وخيراتهم ولاسيما ما نراه اليوم في أرض فلسطين من محاولات لفرض يهودية الدولة وتهويد القدس الشريف وتغيير المعالم الحضارية والتاريخية لها وما نراه في العراق من قتل وتشريد وتدمير للمساجد والكنائس.
وأكد وزير الاوقاف أن ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمثل
أبرز قضايا عصرنا وأخطرها في مجال انتهاك حقوق الانسان وخرق
قيم العدالة وكرامة الانسان وهي النموذج العالمي الصارخ في ايقاع الظلم وممارسة الارهاب المنظم على الارض التي شهدت ولادة السيد المسيح ففلسطين في الوجدان المسيحي هي كل القداسة كما أنها في وجدان المسلم لا تنفك عن العقيدة والايمان وان الضحية هو شعب فلسطين الاعزل المحاصر بمسلميه ومسيحييه0
كما دعا الوزير السيد الى المزيد من التعاون الاسلامي المسيحي لانه الكفيل لمنع الاحتلال الظالم من تحقيق اهدافه وهو المنطلق الحتمي لمعالجة الجرائم المروعة التي يقوم بها الكيان الصهيوني من قتل وحصار وتدمير وتشريد وامتهان للانسان وكرامته ومقدساته وهو التحدي الاعظم الذي يمثل أضخم المسؤوليات وأخطرها على المسيحية والاسلام.
ويناقش المؤتمر أهمية الاخاء ووحدة الصف الاسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والاخطار التي تهدد القيم والمبادىء التي جاءت بها الشرائع السماوية0
المشاركون لـ((الثورة)):
سورية النموذج الحقيقي للتعايش
دمشق-الثورة:
التقت الثورة عددا من المشاركين والمحاضرين في المؤتمر حيث بين السيد الشيخ خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق ان الجلسة التي يرأسها بعنوان «سلام العالم من سلام القدس» تركز على ان القدس هي مهد الرسالات السماوية الثلاثة ومقر روحي لاتباع هذه الرسالات فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبالقرب منها بيت لحم، وعبر التاريخ كان العالم كله يجر ذيوله وجيوشه ليقيم الحروب في هذه المنطقة ما يدل على مكانتها الكبيرة في قلب العالم.
فاذا لم يأمن أهل القدس لم يأمن العالم ولن يكون فيه استقرار وسلام .
واضاف ان المشاركة والتمثيل الكبير في المؤتمر لأكثر من 30 دولة عربية واجنبية يدل على شعور حقيقي لدى الجميع بحاجتهم الى طرح مثل هذه المواضيع الحساسة التي يكون فيها الخير للمجتمعات كافة خاصة انه تمت دعوة النخبة والمرجعيات الدينية من كل العالم ليتمكنوا من نشر رسالة السماحة والوسطية والسلام وأن يأخذوا من الخطاب الديني ما يجمع ولا يفرق .
الدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو قال ان المؤتمر يأتي من ارض الرسالات السماوية من سورية ليكون كما كانت رسالة محبةومودة ويأتي من أرض الوحدة الوطنية الدينية تحت راية القيم العليا في سورية ليقول للعالم والشعوب إن هذه الارض كانت أمينة على الرسالات وستبقى كذلك.
وان سورية هي النموذج الحقيقي للحياة الطبيعية التي تتعايش فيها كل اطياف الانسانية والانسانية ليس لها حدود.
المطران سابا اسبر مطران بصرى حوران وجبل العرب والجولان للروم الارثوذكس رأى ان المؤتمر مهم جداً لأنه يكشف الوجه الحقيقي لسورية ويوصل رسالتها التي يحتاجها العالم كله الذي يتحدث عن حوار الحضارات، ومن ناحية اخرى فإن سورية مؤهلة بامتياز لأن تكون رائدة في هذا الحوار الحضاري بما تمثله من تاريخ وماض حيث كانت موئلا طبيعيا للعيش الواحد ولأنها تحوي كل المذاهب الاسلامية والمسيحية التي تعيش بود وتعاضد يومي فيما بينها وترعاها في الوقت نفسه حكومة دون تميز بين اي من أبنائها ، ومن جهة ثالثة لأننا نعيش في منطقة حساسة جداً واسرائيل تريد ان تفرض لوناً واحداً وتفرض العنصرية الأحادية على العالم هذا الخطر يوجب علينا ان نصدر نقيضه الى العالم وهو العيش الواحد واللقاء الانساني الواحد والمؤتمر خطوة هامة على هذه الدرب.
المطران جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذوكس عبر عن سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يؤكد اهمية سورية في رعاية وتآلف الاديان وتأكيد العلاقة الاخوية والمحبة بين الناس فالرئيس بشار الأسد هو ابن المدرسة الوطنية للرئيس الخالد حافظ الأسد ومتابع لرسالته كما ان المؤتمر يحظى بقدر كبير من الأهمية لأن كل لقاء هو في مصلحة الانسان وخدمته والحوار هو الأهم في حياة البشر لأن البشر هم وحدهم الذين يتحاورون ويتبادلون الرأي في سبيل هدم الجدران ومد الجسور وازالة الخلافات ، الأديان لا تختلف وانما البشر المدعوون للتدين هم الذين يختلفون وعلينا ان نقتدي ونأخذ العبرة من المواطنين الذين يشكلون وحدة سامية في التآخي والمحبة.
تشرين:
بمشاركة أكثر من 30 دولة مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي يعقد في دمشق
شاركت وفود من أكثر من ثلاثين دولة في فعاليات مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي الذي تقيمه وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سورية وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.
وقال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف إن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب وخلال ما واجهته سورية من تحديات والشواهد الحية على ذلك كثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والوئام وإلى العمل معا لخير الإنسانية وسعادتها.
دي برس-بشار دريب:
مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي في دمشق.. المفتي حسون: الغرب هو من يقتل المسيحيين في العراق
برعاية وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سوريا وبمشاركة وفود قادمة من أكثر من ثلاثين دولة عربية وأجنبية، عقد في دمشق مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي "أبعاد ومقررات السينودس لأجل الشرق والبلاد العربية"
وناقش المجتمعون في المؤتمر أهمية الإخاء الديني ووحدة الصف الإسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية، حيث أكد البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس على أهمية الحدث في سورية.
وأضاف هزيم أنّ الجميع في سورية يؤمن بأنّ الله واحد، وعندما يُسأل من قبل الأجانب يؤكد لهم بأنّه لا يوجد سوري إلا ويعبد الله الواحد مسلماً كان أو مسيحياً، مشيراً في مداخلته إلى أنّ الدين يعتبر أمراً شخصياً فالمسلم مسلم بشخصه والمسيحي مسيحي بشخصه، والله هو خالق الجميع.
وفي الكلمة التي ألقاها سالم العجيلي الهوني المفوض العام المشرف على الدعوة في منظمة المؤتمر الإسلامي على تجنيد كل الجهود والطاقات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف قبل فوات الأوان باعتبارها قضية عالمية.
ونوّه الهوني إلى ما يجري في مدينة القدس الشريف من محاولات بغيضة وخروقات فاضحة للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة ، مشيراً إلى الحملة المسعورة التي تقوم بها إسرائيل بغية تهويد المدينة المقدسة ضاربة عرض الحائط بمشاعر ملايين الناس من مسلمين ومسيحيين عبر العالم إزاء هذه المدينة المقدسة.
ودعا الهوني إلى ضرورة إجراء مراجعة عامة للمناهج التعليمية لتكون عاملاً لتوطيد التعايش والتفاهم بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، والتأكيد على أهمية تعزيز دور وسائل الإعلام والاتصالات للقيام بالدور الإيجابي المأمول منها ودعوة المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني للعمل بدورها على إرساء التسامح ومنع الإساءة إلى الأديان.
بدوره البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس أكدّ في كلمته على أن ما يجري في فلسطين والعراق هو خير دليل على محاولات أعداء الخير لتقسيم البيت الواحد على نفسه بغية إحكام السيطرة عليه ونهب ثرواته بدعم وتشجيع من بلدان غربية بعيدة لا يطالها الدمار، مطالباً مسيحيي الشرق من فلسطين والعراق بالتشبث بتراب أوطانهم.
من جهته نوه مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون في كلمته إلى أنّ المجتمعين أتوا ليقولوا :"لا للدولة الدينية والطائفية لا ليهودية فلسطين ولا لأميركا التي قسمت العراق إلى طوائف وهي التي تريد أن تقسم السودان إلى مسلمين ومسيحيين".
وخلال كلمته ألقى حسون الضوء على أن من قتل النصارى في كنيسة النجاة في بغداد هم من قتلوا أبناء الفلوجة: "لقد رأيناهم كيف يقتلون المصلين في المساجد وهم ساجدون".
وفيما يخص لبنان قال حسون في تصريح خاصة لـ "دي برس: "ندعو أن يعود لبنان إلى لبنان الستينات الذي كانت تتألق فيه الحرية والقيم، كان الشعراء يترنمون بجبال لبنان وصفاءه وجماله ، يا شعب لبنان أنتم كزهر الربيع، كلما زاد تلونكم كلما زادت حديقتكم جمالاً فلا تقسموا أنفسكم في أماكن معينة؛ "هنا للموارنة وهنا للسنة وهنا للشيعة وهنا للدروز" اختلطوا فأنتم أسرة الإنسانية التي حملت أنوار الهداية للعالم، فبولص الرسول دخل إلى أرضنا ، وخرج منها يحمل رسالة السلام ومن أرضنا انطلقت الفتوحات الإسلامية للكون".
ويرى وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد أن سورية ضربت المثل الأعلى في الأخوّة الدينية عبر تاريخها وواقعها وفقاً لمبدأ التساوي في الحقوق والواجبات، داعياً لوقوف المسلمين والمسيحيين صفاً واحداً لمواجهة قوى الظلم والظلام التي ترفع شعار "تصادم الحضارات".
وأكد السيد على أهمية مواجهة الإرهاب العالمي بكافة أشكاله؛ بدءً من إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه الصهيونية العالمية، مرورا بأشكال الإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي، حيث يرى السيد أنّ التعاون الإسلامي المسيحي هو الكفيل بمنع الاحتلال الظالم، وهو المنطلق الحتمي لمعالجة المظالم المروعة التي يحدثها النظام الصهيوني من قتل وحصار وتدمير وتشريد وامتهان للإنسان وكرامته ومقدساته.
بدوره نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد على أنّ المؤتمر جاء في لحظة حساسة تعمل فيها أميركا والغرب على ضرب منطقتنا ومنطلقاتنا، حيث دعا لتكاتف المسلمين والمسيحيين يقول قاسم: "إن الدنيا لو اجتمعت علينا فلن تستطيع فعل شيء".
وخلال كلمته حاول قاسم توصيف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مؤكداً أنها بحاجة لخمسة أمور أولها الالتزام بالقيم الدينية لأن تلك القيم تشكل قوة واحدة في مواجهة التحديات، أما الثاني فهو تعزيز مجالات الحوار والتعاون في الحقول المختلفة،أما الأمر الثالث التي تحدث عنه قاسم هو أنّه ينبغي على المسلمين والمسيحيين التوحد من أجل القضية الفلسطينية لأن فلسطين ليست للمسلمين وحدهم بل هي للمسلمين وللمسيحيين واليهود.
والأمر الرابع هو رفض الهيمنة الأميركية، مؤكداً على أنّ أميركا دولة غاصبة ويجب أن يكون الجميع موحدين لمواجهتها، أما الأمر الخامس والأخير حسب قاسم فهو المحافظة علي استقلال بلداننا، مؤكداً على أنّ زمن الهيمنة والانتداب والاستعمار انتهي.
تجدر الإشارة إلى أنّ مؤتمر السينودس من أجل الشرق الأوسط، عقده البابا بندكت السادس عشر في الفاتيكان أثناءأكتوبر الماضي، وكان من بين توصياته دعم الإخاء الإسلامي المسيحي والحوار المشترك، وكذلك تفنيد مقولات "التوراة اليهودية" التي وُّظفت من التيارات المتصهينة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لدعم المشروع الصهيوني والانخراط فيه لربط دولة الاحتلال بهوية مختلفة تجعل من روايات المثيولوجيا أساسا لوجوده وحجة لاغتصاب أرض فلسطين وتبرير السياسات التوسعية الصهيونية وإرهاب الدولة المنظم الممارس من كيان الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكذلك رفض أساقفة الكنائس عمليات تهويد القدس والدعوة إلى مقاومتها والتصدي لسياسة الأمر الواقع التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية لتغيير التركيبة الديموغرافية، والتأكيد على نبذ التعصب والعنف والأصولية السلبية والتطرف والإرهاب والاضطهاد واستغلال الآخر.
SNS.sy:
مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي في دمشق
يدعو الى تعزيز العلاقات الودية بين الدول باعتماد ثقافة السلام
قال وزير الأوقاف عبد الستار السيد إن سورية ضربت المثل الأعلى في الإخاء الديني والعمل للوصول إلى مجتمع أفضل على كافة المستويات وانه لا يوجد صراع بين الحضارات ولا تصادم بين المنتمين إليها.
وأكد الوزير السيد في كلمته في افتتاح فعاليات مؤتمر "الإخاء الإسلامي المسيحي" الذي تقيمه وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سورية بمشاركة وفود أكثر من ثلاثين دولة ان" الإخاء الإسلامي المسيحي في بلاده حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية ".
وأشار وزير الأوقاف السوري إلى" لقاء الرسالتين جاء على أسس ثلاثة وهي وضع الأسس الصحية لعلاقة الإنسان مع الله تعالى والأسس الصحيحة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان والأسس الصحيحة لعلاقة الإنسان مع الموجودات كما أرست قواعد العدل بين الناس بكل أنواعه وأشكاله" .
وشدد السيد على ان " هناك بعض قوى الظلام تريد دفع الأمور اليوم باتجاه شرير مدمر بدعوة تصاد الحضارات او صراعها" مؤكدا ان" تلك التفسيرات القاتلة تفرض على المسلمين والمسيحيين أن يقفوا معا كما أمرهم الله تعالى وكما علمهم المسيح ومحمد عليهما السلام وقفة رجل واحد فى وجه نزعات الشر ومواجه كافة إشكال الإرهاب العالمي بدء من إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه الصهيونية العالمية مرورا بإشكال الإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي وصولا الى إرهاب الأفراد المجرم ".
وألقيت في المؤتمر 22 كلمة للوفود المشاركة والتي ركزت في مجملها على أهمية الحوار والإخاء بين الإسلام والمسيحية ونبذ الإرهاب والتطرف باسم الدين سواء كان الإسلامي او المسيحي وضرورة تربية المؤمن في الجانبين على قبول الآخر والقبول بالتعددية .
وفي كلمته التي ألقيت نيابة عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ألقاها المفوض العام المشرف على إدارة شؤون الدعوة في منظمة المؤتمر الإسلامي السفير سالم العجيلي الهوني " ان هذه المؤتمر يعتبر خطوة ايجابية نحو ترسيخ ثقافة التعايش المشترك بين اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية ، بما يقود الى خلق عالم تسوده قيم الحق والتعاون والاحترام المتبادل ويعزز العلاقات الودية بين الدول باعتماد ثقافة السلام ، واحترام التباين الثقافي والديني بين شعوب العالم ".
وانتقد ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي" ما تقوم به إسرائيل لتهويد القدس ضاربة بعرض الحائط بمشاعر ملايين الناس مسلمين ومسيحيين عبر العالم والذي يعد خرقاً فاضحة للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة ".
وطلب مفتي سورية الدكتور احمد بدر الدين حسون من الغرب ان يأتي الى الشرق ليتعلم " تعالوا وتعلموا من عندنا انتم تتبعون لنا لان مسيحيتكم انطلقت من أرضنا وهي لا زالت متجذرة في أرضنا نحن أهل الحضارات الإنسانية والاديان لا تتصادم انتم من يدمر في العراق وفلسطين ولبنان لقد دمرتم التأخي والتحابب الديني والإنساني والروحي في هذه الأرض ".
مفتي سورية الحكومات الغربية التي تدعو الشباب العرب للهجرة " السفارات الغربية تفتح أبوابها على مصراعيها لتأخذ خير شبابنا مسلمين ومسيحيين على السواء وان من يذهب اليكم يحصل على جنسية سياسية اما في المشرق فأن جنسيته جنسية مقدسة وليست سياسية نحن امة واحدة بكل أطيافها لا تدخلوا بيننا نحن سنبني لكم الحضارة الانسانية مرة اخرى ".
وحول اهمية انعقاد المؤتمر في هذا الوقت قالت رندة بري " الجميع بشعر بالخطر هناك قلق من ازدياد هجرة المسيحيين وهذه تأتي ضمن المخططات التي تستهدف الأمة العربية ولعل هذه احدى نتائج مشروع الشرق الاوسط الجديد ومن هنا علينا اعادة صياغة العلاقة بين الجميع حتى لا نسمح لاي مشروع يريد ان يفككنا وان نصفح عن أخطائنا ".
بدوره دعا نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى رفض الهيمنة الامريكية وهذه مسؤولية الاسلامية ومسيحية وهذه الارض لنا وعلينا المحافظة عليها ".
واضاف قاسم من " فجر كنيسة سيدة النجاة في بغداد وغيرها من كنأس العراق لا يختلف عن الذين يقتلون الاطفال في فلسطين ولبنان ولا يوجد مسلماً يتصرف بهذه الطريقة ، علينا ان نوقف كل أشكال الإرهاب ونتعاون لخدمة هذه المنطقة
وأكد نائب الامين العام لحزب الله ان " المقاومة هي التي تعيد لنا أرضنا المغتصبة وان معركة الكرامة في حرب اكتوبر 1973 وحرب تموز 2006 والعدوان الإسرائيلي على غزة 2009 هي التي تعيد الحقوق وان المقاومة بكل أطيافها هي الحل ".
مشدداً ان على العرب ان يكونوا أقوياء بقدر قوة مقاومتهم " من قال اننا ضعفاء بل نحن أقوياء ونحن حطمنا أسطورة الشرق الأوسط الجديدة إسرائيل ".
من جانبه دعا المطران بولس منجد الهاشم السفير البابوي ممثل البطريرك الماروني " الى العمل سوية بروح المحبة والإخلاص من اجل تثبيت المساواة الكاملة بين المواطنين على كافة المستويات ونقول لمواطنينا المسلمين إننا أخوة والله يريدنا ان نحيا معاً ".
وأضاف السفير البابوي منذ ظهور الإسلام في الشرق الأوسط في القرن السابع عشر ونحن نعيش معاً ونتعاون في بناء حضارتنا المشتركة فيجب علينا ان نزيل كل سوء فهم او خلل ".
وقال مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية في مصر في تصريح صحافي " ان تجربة التعايش المسيحي الإسلامي لا يمكن التمييز فيها ما بين مسلم ومسيحي رغما ما يجرى من بعض الأحداث وان ما يجمع المسيحي والمسلم في مصر أشياء مشتركة سواء في الأرض والنيل والاقتصاد والتعليم ".
يشار الى ان الوثيقة الختامية للسينودس من اجل الشرق والعالم العربي تضمنت دعوة للاخاء والحوار الاسلامي المسيحي وتعزيز مناخات التعايش بين الديانتين والعودة الى الينابيع الحقيقية لتعاليم الاسلام والمسيحي .
ومن المقرر ان يختتم المؤتمر أعماله مساء اليوم بإصدار عددا من التوصيات
وكالة الأنباء القطرية:
افتتاح مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي بسوريا بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة
دمشق في 15 ديسمبر /قنا/ بدأت اليوم فعاليات مؤتمر "الإخاء الإسلامي المسيحي" الذي تقيمه وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سوريا بمشاركة وفود أكثر من ثلاثين دولة .
ويناقش المؤتمر أهمية الإخاء ووحدة الصف الإسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية. وفي كلمته أمام المؤتمر، دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي إلى تجنيد كل الجهود والطاقات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف قبل فوات الأوان باعتبارها قضية عالمية. وألقى أوغلي الضوء على ما يجري في مدينة القدس الشريف من محاولات بغيضة وخروقات فاضحة للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة ، مشيرا إلى الحملة المسعورة التي تقوم بها إسرائيل بغية تهويد المدينة المقدسة ضاربة عرض الحائط بمشاعر ملايين الناس من مسلمين ومسيحيين عبر العالم إزاء هذه المدينة المقدسة.
ودعا أوغلي ـ في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير سالم الهوني المفوض العام والمشرف على شؤون الدعوة في المؤتمر ـ إلى ضرورة إجراء مراجعة عامة للمناهج التعليمية لتكون عاملا لتوطيد التعايش والتفاهم بين الديانتين الإسلامية والمسيحية والتأكيد على أهمية تعزيز دور وسائل الإعلام والاتصالات للقيام بالدور الإيجابي المأمول منها ودعوة المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني للاضطلاع بدورها في إرساء التسامح ومنع الإساءة إلى الأديان.
سيريانيوز:
سورية تستضيف مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي بمشاركة أكثر من 30 دولة
بدأت يوم الأربعاء في دمشق فعاليات مؤتمر "الإخاء الإسلامي المسيحي" الذي تقيمه وزارة الأوقاف في قصر المؤتمرات بدمشق, بمشاركة وفود لأكثر من 30 دولة.
ويناقش المؤتمر أهمية الإخاء ووحدة الصف الإسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية.
وأكد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد, خلال المؤتمر, على أن "الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب, وخلال ما واجهته سورية من تحديات والشواهد الحية على ذلك كثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والوئام وإلى العمل معا لخير الإنسانية وسعادتها".
وأشار إلى أن "الرسالتين الإسلامية والمسيحية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرمتا الظلم بكل أنواعه وأشكاله, وإن التعريف الذي تلتقي عليه المسيحية والإسلام للعدل والحق في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو أن يأخذ كل إنسان حقه على نحو ثابت ودائم مادام أهلا لهذا الحق وقد ربى الإسلام والمسيحية المؤمنين على هذه الأخلاقية الحضارية..".
ودعا وزير الأوقاف كلاً من المسلمين والمسيحيين إلى "الوقوف معا في وجه كل أشكال الإرهاب العالمي؛ بدءا من إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني مرورا بأشكال الإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي وصولا إلى إرهاب الأفراد المجرم".
كما دعا الوزير السيد إلى "المزيد من التعاون الإسلامي المسيحي لأنه الكفيل لمنع الاحتلال الظالم من تحقيق أهدافه, وهو المنطلق الحتمي لمعالجة الجرائم المروعة التي يقوم بها الكيان الصهيوني من قتل وحصار وتدمير وتشريد وامتهان للإنسان وكرامته ومقدساته وهو التحدي الأعظم الذي يمثل أضخم المسؤوليات وأخطرها على المسيحية والإسلام".
وكان الرئيس بشار الأسد أكد على ضرورة توسيع الحوار بين مختلف الثقافات والأديان وأن لا يقتصر فقط على أرباب الشعائر الدينية بل أن يشمل مختلف الفئات وخاصة الشابة منها.
وتعد سورية نموذجاً في الإخاء الإسلامي المسيحي والعيش المشترك بين مختلف الطوائف والأعراق، وتمتاز بعمق الروابط بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية على مدى السنين.
قناة الجزيرة الفضائية - المعتز بالله حسن:
مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي بدمشق 16/12/2010
عقد في دمشق مؤتمر دولي بعنوان "الإخاء الإسلامي المسيحي" بالتعاون بين وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سوريا، ومشاركة وفود من عدة دول. ويقول المنظمون إن هدف المؤتمر هو التأكيد على أهمية توحيد الصف الإسلامي المسيحي تجاه الأخطار التي تتهدد قيم التسامح الديني في العالم.
عكس السير:
بمشاركة أكثر من 30 دولة .. مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي يناقش أهمية الإخاء ووحدة الصف للحفاظ على القيم والمبادئ
شاركت وفود من أكثر من ثلاثين دولة في فعاليات مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي الذي تقيمه وزارة الأوقاف والكنائس المسيحية في سورية وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.
وقال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف إن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب وخلال ما واجهته سورية من تحديات والشواهد الحية على ذلك كثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والوئام وإلى العمل معا لخير الإنسانية وسعادتها.
وأضاف وزير الأوقاف ان الرسالتين الإسلامية والمسيحية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرمتا الظلم بكل أنواعه وأشكاله وإن التعريف الذي تلتقي عليه المسيحية والإسلام للعدل والحق في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو أن يأخذ كل إنسان حقه على نحو ثابت ودائم مادام أهلا لهذا الحق وقد ربى الإسلام والمسيحية المؤمنين على هذه الأخلاقية الحضارية ويشهد التاريخ على دفاع أبناء الديانتين عن الحق والعدل عاملين على أن يعم العدل بين البشر جميعا وأن يكون هو المرجعية الوحيدة التي تؤطر علاقات البشر بين بعضهم بعضا.
وأشار الوزير السيد إلى أن الحضارة العربية التي بناها المسلمون والمسيحيون تشكل تجربة حضارية رائدة في التسامح والتكامل الحضاري الإنساني وأن هذا ما يؤهلها لتلعب دورها الرائد الذي يعد نموذجا فريدا لحوار الحضارات ومثل هذا التسامح والتكامل في تاريخنا الإسلامي الحضاري لا يزال واقعا معاشا خاصة في سورية.
ودعا وزير الأوقاف المسلمين والمسيحيين للوقوف معا في وجه كل أشكال الإرهاب العالمي بدءا من إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني مرورا بأشكال الإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي وصولا إلى ارهاب الأفراد المجرم وذلك كله وفق تعريف علمي موضوعي واضح لمعنى الإرهاب وأشكاله ومضامينه التي تروع الآمنين وتقتل الأبرياء وذلك تمييزا للإرهاب المدان عن المقاومة والنضال المشروع ضد قوى ظالمة تحتل أراضي الآخرين وتصادر حرياتهم وتدنس مقدساتهم وتسلب مقدراتهم وخيراتهم ولاسيما ما نراه اليوم في أرض فلسطين من محاولات لفرض يهودية الدولة وتهويد القدس الشريف وتغيير المعالم الحضارية والتاريخية لها وما نراه في العراق من قتل وتشريد وتدمير للمساجد والكنائس.
وأكد وزير الأوقاف أن ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمثل أبرز قضايا عصرنا وأخطرها في مجال انتهاك حقوق الإنسان وخرق قيم العدالة وكرامة الإنسان وهي النموذج العالمي الصارخ في إيقاع الظلم وممارسة الإرهاب المنظم على الأرض التي شهدت ولادة السيد المسيح ففلسطين في الوجدان المسيحي هي كل القداسة كما أنها في وجدان المسلم لا تنفك عن العقيدة والإيمان وان الضحية هو شعب فلسطين الأعزل المحاصر بمسلميه ومسيحييه.
كما دعا الوزير السيد إلى المزيد من التعاون الإسلامي المسيحي لأنه الكفيل لمنع الاحتلال الظالم من تحقيق اهدافه وهو المنطلق الحتمي لمعالجة الجرائم المروعة التي يقوم بها الكيان الصهيوني من قتل وحصار وتدمير وتشريد وامتهان للإنسان وكرامته ومقدساته وهو التحدي الأعظم الذي يمثل أضخم المسؤوليات وأخطرها على المسيحية والإسلام.
ويناقش المؤتمر أهمية الاخاء ووحدة الصف الاسلامى المسيحى لمواجهة التحديات والاخطار التى تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية.