الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع منجك بدمشق

مؤتمر دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني

وزارة الأوقاف والطوائف المسيحية: الاعتداء على سيدة النجاة عمل إرهابي

الزوار
عدد الزوار اليوم
(55)
(43669) زائر للموقع
من تاريخ 01-08-2010
العدد الكلي لزوار الموقع
(43669)
المواضيع الأكثر قراءة
 الهيئة الإدارية والتدريسية ومهماتها في الثانويات الشرعية
 النظام الداخلي
 الأنشطة
السابق التالي حفظ محتويات الصفحة طباعة أخبر اجعلنا صفحتك الرئيسية أضفنا إلى المفضلة
نشاطات وفعاليات> نشاطات عامة> وزارة الأوقاف تشارك في ندوة المبادئ والمفاهيم الأرثوذكسية للسلام 

وزارة الأوقاف تشارك في ندوة المبادئ والمفاهيم الأرثوذكسية للسلام

أقام مجلس الكنائس العالمي بالتعاون مع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية السريان الأرثوذكس والمعهد الكاثوليكي للدراسات في هامبورغ ندوة بعنوان المبادئ والمفاهيم الأرثوذكسية للسلام في دير خريستوفوروس في صيدنايا بمحافظة ريف دمشق في الفترة الواقعة ما بين 17-21/10/2010م بمشاركة وزارة الأوقاف وعدد من اللاهوتيين والباحثين من عدد من الكنائس المشاركة وجرى حفل الافتتاح في المقر البطريركي الجديد لكنيسة السريان الأرثوذكس في معرة صيدنايا مساء يوم 17/10/2010 وقد مثل وزارة الأوقاف في هذه الندوة الدكتور تيسير أبو خشريف معاون وزير الأوقاف للشؤون الرقابية والدينية بمشاركة عدد من السادة العلماء، وقد ألقى الدكتور أبو خشريف كلمة في هذا الحفل الافتتاحي هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين :

يسعدني ويشرفني أن أشارك في هذه الندوة مع عدد من السادة العلماء ممثلاً للسيد وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد.

اسمحوا لي أولاً أن أعبر عن خالص تقديري للقائمين على هذه الندوة التي تأتي في مرحلة مهمة يمر بها العالم، ويشكل موضوعها محوراً جاداً في بحث مسائل على درجة كبيرة من الموضوعية والأهمية ومن شأنها أن تسهم في إسعاد البشرية جمعاء.

إن التعاون والمشاركة الفاعلة والمستمرة في المناسبات واللقاءات والندوات والمؤتمرات الدينية والوطنية بين وزارة الأوقاف ومختلف الطوائف المسيحية في قطرنا تشكل عاملاً مهماً من عوامل تكريس الوحدة الوطنية الرائدة التي نعيشها في سورية في ظل قيادة حكيمة لسيد الوطن الدكتور بشار الأسد – رئيس الجمهورية . وهذا اللقاء الذي نشرف بمشاركتنا لكم فيه تعبير صادق عن مدى المودة والتعاون والمحبة المتبادلة بيننا جميعاً.

إن وجود التنوع والاختلاف بين الشعوب والشرائع يجعل من التلاقي حاجة ملحة في عالمنا المعاصر .

إن شرعة الإسلام لا تقتصر في دعوتها على النهي عن التعرض لغير المسلمين والتعرض لمعتقداتهم، بل كانت ولا تزال دعوته قائمة على تعايش بين البشرية جمعاء على أساس من الخير والعدل .

أيها السادة : نعيش في سورية في وطن واحد، يجمعنا حبنا لوطننا، تجمعنا الآمال والآلام والمستقبل الواحد. إن وجود الكنيسة إلى جانب المسجد في أحياء المدن السورية يجسد أكبر الأمثلة على وجود التلاحم الوطني وحب العيش الآمن المشترك الذي ننعم به ونمتثل فيه المقولة الرائعة للقائد الخالد حافظ الأسد – طيب الله ثراه:" المسلم الحقيقي من أحب المسيحي الحقيقي، والمسيحي الحقيقي من أحب المسلم الحقيقي، المسيحية والإسلام انبثقتا من أرض واحدة ".

ليس هذا فحسب بل لدينا في سورية قواعد راسخة لبناء علاقات مثمرة مع كل من يؤمن بالعدل والسلام من أمم الأرض، وما مؤتمر " رسالة السلام في الإسلام " الذي عقد مؤخراً في دمشق، الذي أقامته وزارة الأوقاف السورية بالتعاون مع السفارة البريطانية بدمشق " إلا تفعيلاً لهذا الجانب .

إن السلام أمنية غالية ورغبة أكيدة، تتطلع إليه البشرية في تلهف وشوق، ولا يدرك قيمة السلم الحقيقية إلا من عاش الحرب واصطلى بنارها، ورأى وسائل الدمار والخراب، وهي تنشر الرعب بين الأبرياء، وتهدم المنشآت وتهلك الحرث والنسل.

ودين الإسلام الذي ينشد السلام ويؤمن به ويحض عليه، وينادي بتعميمه، لا يِِؤمن به إيمان من يتحدث عنه ويردده للتمويه وذر الرماد في الأعين، بل هو عنده عنوان وشعار يردده المسلمون في العبادة وفي التحية وفي كل آن وفي كل مكان.  

إن الشريعة الإسلامية بنيت على قواعد وأحكام استلهمها القانون الدولي في كثير من قواعده ومبادئه، و منها على سبيل المثال: مساواة الشعوب بعضها ببعض، والوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب إلا للضرورة، والرأفة بالأسير، ومنح الأمان لمن يطلبه . قال تعالى :" وإن جنحوا للسَّلْم فاجنح لها وتوكل على الله ". وقال أيضاً :" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلْم كافة ".

إن مجمل هذه الآيات يرسم لنا صورة واضحة المعالم لطبيعة علاقات المجتمع الإسلامي بغيره من المجتمعات في الأرض، وهي علاقات ترتكز أساساً على اعتبار أن الأصل هو السلام، وتدعو للانحياز إليه، وإن ظل ذلك معلقاً على شرط أن يجنح الآخرون إلى هذا السلام ويرتضوه صيغة للتعامل .

إن الإسلام يقرر أن الناس ـ بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم و ألوانهم وألسنتهم- ينتمون إلى أصل واحد، فهم إخوة في الإنسانية. يقول الله تعالى :[ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير] . وقريب منه قول النبي :"كلكم لآدم و آدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". وهذه الأخوة الإنسانية العامة، توجب قيام العلاقة بين الشعوب والأمم على المودة، ما دام الاعتداء غير موجود .

لقد أبطل الإسلام بالآية السابقة حروب العصبية العنصرية مقرراً أن الناس كلهم من أصل واحد، وأبطل حروب العصبية الدينية مقرراً أنْ ( لا إكراه في الدين ) ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ).

لقد تفهمنا في سورية مهد الحضارات رسالات السماء كلها، وأينع ذاك الفهم نموذجاً للتعايش عزَّ نظيره، يلمسه القادم والمقيم ويعيشه أبناء الوطن كلهم، ومن ثماره فهم سورية للسلام الحقيقي، السلام الذي يعيد الحقوق ويمنح المستقبل الأمن والأمان، وفي هذا يأتي قول سيادة الرئيس  الدكتور بشار الأسد – حفظه الله :" عندما نقول الأرض مقابل السلام فالأرض تشمل السلام، والسلام يشمل الأمن، وإذا لم يكن هناك أمن لا يمكن لهذا السلام أن يتم ".

وظل هذا الفهم للسلام عنواناً بارزاً للرؤية السورية التي لطالما عبرت عنها في مناسبات عديدة، وأنتم تلمسون ذلك باحترام هذه الرؤية من قبل القوى الدولية كافة، وما توافد وتقاطر الوفود الأوربية بل والأمريكية إلا دليل صدق وعمق لهذه الرؤية السورية المتميزة .

إن الرغبة في السلام العادل والشامل من مبادئ الإسلام، ولكن هذا السلام لا يتحقق إلا باستكمال الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما فيها إقامة دولته المستقلة .

إننا أمام حقيقة واضحة، وهي أن الأديان السماوية تنشر السلام وأمتنا العربية تسعى إلى سلام عادل وشامل يعيد الحقوق إلى أصحابها ويحرر المقدسات المسيحية والإسلامية من أيدي الكيان الصهيوني الذي يعيث فساداً فيها، وإن هذا الكيان عدو للسلام .

وهكذا فإن السلام كما نفهمه في شرائعنا ومعتقداتنا وما تدعو إليه القوانين والمواثيق الدولية هو السلام القائم على إعادة الحقوق والتمسك بالثوابت الدينية والوطنية.

 أخيراً – إن تحقيق شعار ''إنسانية واحدة، مصير واحد، ومسؤولية واحدة''، يلزمنا بالتلاقي والتعاون ارتقاء بالبشرية ورفعاً الظلم الواقع على فئات وبلدان كثيرة من هذا العالم .

أشكر لكم إصغائكم، ودعوتكم الكريمة للمشاركة في أعمال هذه الندوة، راجين لكم التوفيق لتكون رسالة سلام تضاف إلى سجل هذه الأرض التي بشَّرت بالسلام، وآمنت بالحق والعدل والعيش المشترك .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الصفحة الرئيسية | اتصل بنا
 
Copyright syrianawkkaf.org Powered By Alresalah