توصيات مؤتمر وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية
بعنوان: (دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة)
· نبذ التعصب والتفرق وتعزيز الانتماء للأمة الإسلامية
· نشر ثقافة التقريب والابتعاد عما يثير الفتن والفرقة
· إحياء ثقافة المقاومة والتمسك بوحدة الأمة
· التحية والتقدير لمجمع الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط لدعوته إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمختلف الأراضي العربية
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
انطلاقاً من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } [آل عمران:103]
وقوله تعالى: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال:46]. وقوله تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء : 92]
وفي ظل قول السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية : [ رجال الدين يحملون مسؤولية كبرى على مستوى الوطن؛ لأن من واجبهم تكريس المبادئ والأخلاق بالشكل والمضمون، وتعليم الناس الإسلام الصحيح ] .
وعلى اعتبار أن الخطاب الديني يحتل مكانة خطيرة من التأثير ويصوغ التفكير الجماعي، ويوجه السلوك العام لأبناء المجتمع ويدعم خدمة القضايا الإنسانية على الصعيد العالمي الأمر الذي يجعل من إيلائه الاهتمام الذي يستحق ضرورة ملحَّة تقع في صميم قضايا الأمة واحتياجاتها .
عُقِد في قصر المؤتمرات بدمشق يومي 24-25/10/2010م مؤتمر تحت عنوان: (دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة) بمشاركة عدد كبير من السادة العلماء والدعاة والمفكرين من العالم العربي والإسلامي.
وخرج المؤتمرون بالتوصيات الآتية :
1ـ دعوة علماء الأمة الإسلامية إلى مد جسور التواصل ، والقيام بدورهم الفاعل في تكريس هذا التواصل، والتآلف بين شعوب الأمة، وتعزيز وحدة أبنائها على كلمة واحدة وفـكر متقارب، والتركيز على ما يؤلِّف القلوب في ظل الظروف التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية في المرحلة الراهنة.
2ـ دعوة جميع أفراد الأمة إلى الابتعاد عن التعرض لما يثير الفتن والشَّحناء والتَّباغض والفرقة، والعمل على تفويت الفرصة على الذين يكرسون جهودهم وطاقاتهم لبث الفرقة بين شعوب الأمة، لإضعاف مقومات الأمة الإسلامية وثوابتها والنيل من مقدراتها وثرواتها، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأمن المجتمعي والقومي، ويعود بالنفع على أعداء أمتنا.
3ـ يطالب المؤتمرون الحكومات العربية والإسلامية بالخصوص وسائر الحكومات الأخرى باستصدار القوانين اللازمة التي توجب احترام المقدسات الدينية لجميع الأديان ومحاسبة الإعلام المفرق، والتصدي له.
4ـ دعوة وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة وأساليبهم في زرع الفتن والشقاق بين أبناء الدين الواحد، والعمل على بيان أهمية الوحدة والائتلاف ونبذ التفرّق والاختلاف خصوصاً ضمن هذه الفوضى الإعلامية في بعض القنـوات الفضائية التي تثير النعرات الطائفيّة والدينيّة، وتزرع الفرقة في جسد الأمة الواحد، والتحذِّير من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة التي لا يفيد منها إلا أعداء الأمة. ودعوة هذه القنوات إلى التحلي بالجدية والواقعية والمصداقية، وتفعيل دورها في حشد الأمة لقضايا مشتركة تحقق المصلحة للجميع .
5ـ إن النقاشات والحوارات الدينية والمذهبية التي تثار في بعض القنوات المشبوهة لا تمثل رأي المذاهب الإسلامية، وإنما تمثل رأي أصحابها من مثيري الفتن الذين يستحضرون الرواسب التاريخية بظروفها الخاصة ويعملون على شق جسد الأمة وبث الفرقة والضغينة، وإن التعامل مع كتب التراث ينبغي أن يكون على أساس الاستفادة من علومها بغض النظر عما ورد فيها من آراء تعبر عن وجهة نظر أصحابها، مما يشعر بالفرقة بين المسلمين.
6ـ نشر ثقافة التقريب من خلال البرامج والخطط العلمية، والندوات الفكرية ، ومجالس العلماء، ودروس الوعظ والتوجيه والإرشاد ذات المنهج التقريبي، ومن خلال الدراسات المشتركة للقضايا الفقهية والعقدية لإبراز المساحة الكبيرة للمشتركات.
7 ـ اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في الاجتهاد لم يكن سبباً لافتراقهم، ولم يدخل تحت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف؛ لأن وحدة القلوب والغايات والأهداف كانت أكبر من أن ينال منها شيء.
8 ـ التأكيد بأن المكان الصحيح للبحث العلمي في المسائل الخلافية هو في لقاءات خاصة تعقد بين كبار العلماء، وفي المجالس الفقهية، ولا يعرض أمام العامة لتشويش أذهانهم وتقليب عواطفهم.
9ـ من أولويات العالم الإسلامي في ظروفه الراهنة التماسك والتضامن الإسلامي والتأكيد على التقارب المذهبي بين المسلمين لإحباط مؤامرات الفتن المذهبية والطائفية، وتوحيد القرار الإسلامي أمام التحديات التي تواجه وحدة الكلمة.
10ـ ضرورة تعليم الناس آداب الاختلاف وضوابطه؛ لأن الجهل به يورث التعصب والتشدد، والعنف، ولن يقضى على التشدد ما لم يقض أولًا على التعصب للرأي .
11ـ العمل على ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء المذاهب المختلفة وأتباعهم فيما يتصل برموز كل مذهب والشخصيات التي يقدرها وعلى رأسها آل البيت الأطهار والصحابة الكرام جميعاً.
12ـ استنكار التصريحات والفتاوى التي تنتقص أحداً من الصحابة الكرام أو أمهات المؤمنين أو آل بيت النبي الأطهار، ورفض كل المحاولات الداعية إلى التعصب والفرقة والخلاف وعدم تقبل الآخر، والعمل على تحصين الأجيال القادمة من آثارها، وتعزيز انتماء الأجيال المسلمة إلى أمة واحدة، والقضاء على الموروث التعصبي والتفاخر المذموم الذي أضعف الأمة وأثقل كاهلها.
13ـدعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى المزيد من العمل لجمع الكلمة ووحدة الصف والتمسك بوحدة الأمة ووحدة أهدافها ووحدة أراضيها، والعمل ضمن منظومة واحدة بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية لمواجهة محاولة زرع الفتن الطائفية وتمزيق أوصال الأمة.
14ـ العمل على تطوير الخطاب الديني بالعودة إلى المنهج الإسلامي الصحيح البعيد عن الغلو والتطرف والنعرات والفتن، والقائم على تذكية الشعور الديني والوطني والقومي، وحشد الطاقات والإمكانات، للتصدي للعدوان الصهيوني الآثم ومنع تهويد القدس وانتهاك حرمة المقدسات الدينية في الأراضي المحتلة.
15ـ الدعوة إلى إحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب الإسلامية دفاعا عن الحقوق والأراضي والمقدسات المحتلة والتي تنتهك حرماتها، وتكريس الخطاب الديني العام إلى دعم المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان، وتوضيح حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وأبعاده الاستعمارية وأهدافه الاستيطانية.
16- أقر المؤتمر تشكيل لجنة من كبار السادة العلماء مهمتها متابعة توصيات المؤتمر وإيجاد آليات عملية لتنفيذها، ودراسة المستجدات تشكل بقرار من وزير الأوقاف.
17ـ يتوجه المشاركون في أعمال المؤتمر بالتحية والإكبار والتقدير لمجمع الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط الذي ناشد الأسرة الدولية ولا سيما منظمة الأمم المتحدة أن تعمل من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمختلف الأراضي العربية وتطبيق قرارات مجلس الأمن.
18ـ يتوجه المشاركون في أعمال المؤتمر إلى كافة الفعاليات داخل المجتمعات العربية والإسلامية للوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى، ويثمنون موقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد التي تدعو إلى دعم المقاومة الوطنية المشروعة ونصرة القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال تحملها سورية واجباً مقدساً لتبقى القضية الفلسطينية القضية الرئيسة حتى انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
دمشق في 17 – 18 /11/ 1431هـ الموافق لـ 24 – 25/10/2010م