في ختام أعمال مؤتمر العلماء والدعاة .. نبذ الفرقة والتطرف .. نشر ثقافة التقريب .. التحية والتقدير لمجمع الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط لمطالبته إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمختلف الأراضي العربية
دعا المشاركون في مؤتمر دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة في ختام أعماله يوم 25/10/2010 علماء الأمة الإسلامية..إلى مد جسور التواصل والقيام بدورهم الفاعل في تكريس ثقافة التعاون والتضامن مؤكدين ضرورة ابتعاد جميع أفراد الأمة عن التعرض لما يثير الفتن والتباغض والعمل على تفويت الفرصة على الذين يكرسون جهودهم وطاقاتهم لبث الفرقة بين شعوب الأمة لإضعاف مقوماتها وثوابتها والنيل من مقدراتها وثرواتها.
وطالب المشاركون في المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية باستصدار القوانين اللازمة التي توجب احترام المقدسات الدينية لجميع الأديان ومحاسبة الإعلام المفرق والتصدي له داعين وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهيونية وأساليبها في زرع الفتن والشقاق بين أبناء الأمة والعمل على بيان أهمية الوحدة والائتلاف ونبذ التفرق والاختلاف.
ولفتوا إلى ضرورة نشر وسائل الإعلام العربية والإسلامية ثقافة التقريب مشيرين إلى أن النقاشات والحوارات الدينية والمذهبية التي تثار في بعض القنوات الإعلامية المشبوهة لا تمثل رأي المذاهب الإسلامية وإنما تمثل رأي أصحابها من مثيري الفتن الذي يعملون على شق جسد الأمة وبث الفرقة والضغينة.
واعتبر المشاركون أن المكان الصحيح للبحث العلمي في المسائل الخلافية هو بين كبار العلماء والمجالس الفقهية داعين العالم الإسلامي إلى التماسك والتضامن والتأكيد على التقارب المذهبي بين المسلمين لإحباط مؤامرات الفتن المذهبية والطائفية وتوحيد القرار الإسلامي أمام التحديات التي تواجه وحدة الكلمة.
وأكدوا ضرورة العمل على ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء المذاهب المختلفة وإتباعهم فيما يتصل برموز كل مذهب والشخصيات التي يقدرها واستنكار التصريحات والفتاوى التي تنتقص من الرموز الدينية ورفض كل المحاولات الداعية إلى التعصب والفرقة والخلاف والعمل على تحصين الأجيال القادمة من آثارها وتعزيز انتمائهم لأمتهم الإسلامية.
ودعا المشاركون الشعوب العربية والإسلامية إلى المزيد من العمل والتمسك بوحدة الأمة ووحدة أهدافها وأراضيها والعمل على تطوير الخطاب الديني بالعودة إلى المنهج الإسلامي الصحيح البعيد عن الغلو والتطرف والدعوة إلى إحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب الإسلامية دفاعا عن الحقوق والأراضي والمقدسات المحتلة والتي تنتهك حرماتها وتكريس الخطاب الديني العام الداعم للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري المحتل وتوضيح حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وأبعاده الاستعمارية وأهدافه الاستيطانية.
واقر المؤتمر تشكيل لجنة من كبار العلماء لمتابعة توصيات المؤتمر وإيجاد آليات عملية لتنفيذها ودراسة المستجدات.
ونوه المشاركون في المؤتمر بدعوة الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط الأمم المتحدة والأسرة الدولية العمل على تحقيق السلام العادل في المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتطبيق قرارات مجلس الأمن.
وطالب المشاركون كافة الفعاليات العربية والإسلامية بالوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى وثمنوا مواقف سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد التي تدعو إلى دعم المقاومة الوطنية المشروعة ونصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال تحملها سورية واجبا مقدسا لتبقى القضية الفلسطينية القضية الرئيسة حتى انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وكان المشاركون بالمؤتمر قد ناقشوا في الجلسة الثانية امس اهمية الاعلام في وحدة الامة.
وتحدث في الجلسة كل من الشيخ ايمن زيتون نائب رئيس الهيئة العلمائية الاسلامية لآل البيت في سورية عن خطر الفضائيات مؤكدا ان بعضها يسهم في افساد الجيل الاسلامي وابعاده عن قيمه ومبادئه وفي نشر التطرف وقلب المفاهيم من خلال ترويج مصطلحات لا اساس لها من الصحة.
وتحدث الخبير الاعلامي ميسر سهيل عن اخطار البث الاعلامي الطائفي وطرق مواجهته مؤكدا ان هذا البث صورة من الصور الشاذة في العمل الاعلامي المخالفة لمنطق الاعلام وقواعده العلمية.
ولفت الدكتور محمود عكام مفتي حلب في ورقته التي قدمها عن الخوف من الاسلام الى اهمية ايجاد اعلام علمي شكلا ومضمونا لإبلاغ الحقائق التي نملكها الى الاخرين.
وحذر اللواء محمد سيفو الممثل المقيم لشبكة الاغا خان للتنمية في سورية من الخلط بين المقاومة والارهاب في وسائل الاعلام ومن مضي بعض الوسائل الاعلامية الاجنبية في تشويه صورة المقاومة وتشبيهها بالارهاب.
ودعا الدكتور محمد شريف الصواف مدير مجمع كفتارو الاعلام العربي والاسلامي للقيام بمهمته في خدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية في ظل ثورة المعلوماتية وانتشار الاعلام.
وأشار الشيخ محمد خبطة في ورقته دور المنبر في الوعي الاعلامي الى ان المنبر اداة اعلامية فاعلة للوعظ والارشاد لابد من تفعيله في رفع وعي الامة وحمايتها.
وتناوت الجلسة العلمية الثالثة آفاق الخطاب الديني وسنة الاختلاف تحدث فيها كل من الباحث الاسلامي محمد الحجي والدكتور عبد الفتاح البزم مفتي دمشق و الدكتور توفيق رمضان البوطي نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق والباحث الاسلامي محمد رضا حاتم والشيخ رسول شحود استاذ التفسير في معهد السيدة رقية والدكتور محمد راتب النابلسي المشرف العام على مجمع الشيخ عبد الغني النابلسي والباحث كميل نصر عن الحكمة من الاختلاف التي تمثل التكامل والتطور والاستمرار والبقاء.
واشاروا الى سيرة الوفاء عند السلف الصالح وكيفية تعاملهم واحترامهم لرأي بعضهم البعض وحرصهم على وحدة الامة و مصالحها وابتعادهم عن كل ما يسيء لها.
وكانت الجلسة الأخيرة للمؤتمر قد تركزت محاورها حول الوحدة الإسلامية باعتبارها فريضة وضرورة على كل أبناء الأمة ومقاصد الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة والوحدة الإسلامية في ميزان فقه الأولويات والوسائل الكفيلة باستمرار وحدة الأمة ومسؤولية المرجعيات والمؤسسات العلمية في ذلك إضافة إلى ضرورة التنسيق في اغلب الفتاوى الدينية بين المذاهب والطوائف الإسلامية.